- صاحب المنشور: زينة التازي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة شهد العالم تزايدًا ملحوظًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المتنوعة. بينما يُعتبر هذا التقدم ثورة تكنولوجية هائلة، إلا أنه يطرح أيضًا العديد من القضايا الأخلاقية والمعنوية التي تحتاج إلى نقاش شامل ومفصل. تتعلق هذه القضايا بكيفية تصميم واستخدام نظم الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن ضمان أنها تحترم قيم البشر وتعزز العدالة والمصلحة العامة.
أولاً، هناك مشكلة عدم الشفافية والمسائلة في قرارات الذكاء الاصطناعي. عندما يتم اعتماد خوارزميات معقدة لاتخاذ القرارات الحاسمة، مثل تلك المستخدمة في مجال الرعاية الصحية أو النظام القانوني، فإن فهم الدوافع الكامنة خلف هذه القرارات قد يكون محبطًا للغاية بالنسبة للمستخدمين البشريين. إذا كانت الخوارزميات غير شفافة وغير قابلة للتفسير، فقد يؤدي ذلك إلى شعور بالشك وعدم الثقة بين الأفراد والنظم الآلية. بالإضافة إلى ذلك، بدون آليات تحديد المسؤولية الواضحة، من الصعب تعيين مسؤولية الأخطاء والقرارات الضارة لنظام ذكاء اصطناعي معين. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا لثقة الجمهور في استخدام هذه التقنية وتمكين لها ضمن المجتمع بشكل مستدام وأخلاقي.
ثم يأتي موضوع التحيز والتفاوت المحتمل الذي تقوم به نماذج التعلم الآلي على بيانات التدريب الخاصة بها والتي عادة ما تكون منتقاة بعناية وبالتالي انعكاس للعالم الواقع الذي نعيش ولكن ايضا تأثر بحالات التحيز الموجودة فيه والتي غالبا ماتكون متغلغلة ولم نلاحظ وجودها إلّا عند مواجهتها عند تشغيل الأنظمة المستندة إليها . فقد ينتج عن ذلك خلق نظام متحيز ضد فئات اجتماعية معينة بناءا علی الطريقة التي جمعت البيانات و تم اختيارها سابقآ مما سيؤدي لفروقات في الوصول إلي الفرصة والاستحقاق وذلك لأسباب خارج سيطرة الفرد نفسه بل بسبب ظروف مجتمعيه حوله كمنطق مكان ولادة الشخص مثلاً أم جنس شخص آخر وماهي حدود الفئة العمرية له إلخ... لذا يتطلب الأمر وضع مبادئ توجيهية صارمه لمراقبة عملية الحصول علي البيانات وضمان نزاهتها قبل البدء بتدريب أي نموذج جديد حتى لايتخذ قراراته المبنية عليها لاحقآ بأبعاد نقصان بعض العوامل المؤثره على الحقوق الأساسية للإنسان واحتقاره لشخصياته المختلفه .
وفي السياق نفسه تكاد تكون قضية الخصوصية مسألة رئيسية أخرى حيث تعتمد معظم النماذج الحديثة للذكاء الاصطناعي بشكل مكثف علی كمّ هائل من المعلومات الشخصية لتتمكن فعليا من تحقيق اهداف أدائها المنشود ، لكن تبقی المخاطر واردة فيما لو تمت سرقتها واستعمالها بطرق مخالفّة للأصول الشرعية والقانون الوضعي العالمي المعاصر بذلك ستصبح حياة الأشخاص عرضة للجرائم الإلكترونية وانتهاكات خصوصيتها بغرض الاتجار ببياناتهم بهدف الربحية التجارية لجهات خارجية عديدة تعمل بصمت داخل الظلام ولا تخضع للتحكم الحكومي المحلي لبناء قاعدة نجاحاتها المالية عبر الاستثمار السريع لهذه العمليات المشبوهة والذي بدوره يدمر مصالح الغالبية العظمى ممن يستخدمون الخدمات ذات العلاقة وقد يصل حد تهديد الأمن الوطني للدولة المضيفة حين نقل ملكيتها لاستخبارات دول اخرى مبكرة للاستخدام السياسي والإستراتيجي .
بالإضافة لذلك أيضا تواجد نوع خاص من الوظائف متعلقة بذوي المهارات اليدوية والفكر الانساني الأصيل معرضة حالياً لغزو روبوتات ذكية تستبدل عملهم تدريجيًا بمجرد الانتهاء منها مالياً بعد إنشاء خطوط إنتاج مغلقة تماماً تماماً منذ الآن حتى نهاية مرحلتها الأولى وهي فترة طويلة نسبياً مقارنة بمشاريعsimilarsize الأخرى قائمه بالفعل اليوم , وهذه العملية سوف تؤدي بالتأكيد لانعزال عدد كبير جدًا خاصة ضمن البلدان الفقيره وقله فرص العمل لديها أصلاً بالأصل أصلا فلابد هنا المواءمة الجذرية لما سبقت اعطاء احكام شاملة لكل حلول تعرض نفسها بأنها الحل الامثل دون النظر لحقيقة تأثيرها السلبي الكبير آنذاك علي المواطنين والعوائل الصغيرة حق التنقل بحرية للسوق العام البحث دومًا عن مصدر رزقه المعتاد فالنتائج النهائية لهذا