• صاحب المنشور: ياسمين بن زروق
  
  ملخص النقاش:
  

  شهد العالم تحولات جذرية منذ الانتشار الواسع للثورة الصناعية الرابعة والتقنيات المتقدمة التي رافقتها. لقد غيرت هذه التحولات الطريقة التي نعمل بها وننتج ونستهلك الخدمات، مما خلق تحديات جديدة أمام العمال وأصحاب الأعمال على حد سواء. وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة للميكنة والإنتاجية المرتفعة، إلا أن هناك مخاوف متزايدة حول تأثير التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة على الوظائف البشرية التقليدية.

تشير الدراسات إلى احتمال فقدان ملايين الوظائف بسبب الأتمتة خلال العقود القليلة القادمة. ففي بعض القطاعات كالصناعة المالية والتجارية، أصبحت العديد من المهام الروتينية يمكن القيام بها آليا بواسطة البرمجيات والمعدات المصممة خصيصًا لهذا الغرض. ولكن هذا لا يعني بالضرورة زوال وظائف بشرية؛ بل إن الأمر يتعلق بتغيير طبيعتها. فعلى سبيل المثال، يتطلب تطوير وصيانة الأنظمة الآلية مهارات تقنية معينة لدى الأفراد الذين سيستوعبون تكنولوجيات المستقبل ويطورونها باستمرار.

بالإضافة لذلك، فإن ثورة البيانات الضخمة وتحليلها يلعب دوراً محورياً أيضاً. حيث تسمح بيانات العملاء الشاملة للأعمال التجارية باتخاذ قرارات أكثر دقة واستهداف عملائها بكفاءة أكبر. لكن تحقيق ذلك يتطلب وجود خبراء قادرين على جمع تفسير تلك كم هائلة من المعلومات واستخدامها بفعالية.

من ناحية أخرى، ظهرت مجالات عمل حديثة تماماً نتيجة للتطور التكنولوجي الحالي الذي يشمل الأمن السيبراني وإدارة الطاقة الشمسية وغيرها الكثير. فهذه المجالات الجديدة بحاجة لأنواع مختلفة من المهارات والتي غالباً ما تتواجد حاليا أو ستتاح عبر التعليم والتدريب المستمر.

لذلك، ليس هدف الثورة الرقمية هو استبدال الإنسان تماماً، ولكنه تغيير شكل ومحتوى الأعمال التقليدية ليصبح أكثر تبنيًا لتطبيقات العلم والصناعة الحديثة. وما يزال دور العنصر البشري ضرورياً لإعطاء القيمة الإنسانية لأعمال اليوم وغداً.