- صاحب المنشور: أمامة بن زيدان
ملخص النقاش:في عصر المعلومات الذي نعيش فيه اليوم، أصبح الوصول إلى الأخبار والإعلام متاحًا بشكل غير مسبوق. لكن هذه الثورة الرقمية جلبت معها أيضًا تحديات كبيرة، أبرزها ظاهرة التضليل الإعلامي التي باتت تشكل تهديداً خطيراً على المجتمعات الحديثة. إن انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية المختلفة قد أدى إلى فقدان الثقة في مصداقية المعلومات، مما يعوق فهم الحقائق ويضعف القرارات المستنيرة.
التضليل الإعلامي هو نشر معلومات خاطئة أو مشوهة بقصد خداع الجمهور وزرع عدم اليقين والارتباك بينهم. يمكن لهذا النوع من التلاعب بأن يؤثر بشكل عميق على الرأي العام، حيث يستغل المتسللون نقاط ضعف البشر للتشويش والتأثير على قراراتهم السياسية والاجتماعية والثقافية. كما أنه يهدد الديمقراطية نفسها من خلال تعزيز العزلة الافتراضية وخلق بيوت زجاجية للعواطف والشائعات.
لتحديد جذور المشكلة، يجب النظر في عدة جوانب. أولا، تطور تقنية الذكاء الاصطناعي جعل من السهل إنشاء محتوى تمويهي مقنع وكبير الحجم يتداوله المستخدمون بسرعة. ثانيا، غياب مساءلة واضحة لوسائل التواصل الاجتماعي الخاصة وصناعة الإعلام التقليدية تجاه المحتويات المخادعة، رغم أنها تمتلك الأدوات اللازمة لمراقبتها ومحاربتها إذا اختارت فعل ذلك. بالإضافة لذلك، يلعب الفرد دوراً حاسماً في عملية نقل الرسالة الخاطئة عندما يساهم بنشر محتوى بلا التحقق منه.
لحل هذه المعضلة، هناك حاجة ماسة لإعادة بناء نظام يقوم على الشفافية والمسؤولية والتحقق للمعلومات قبل مشاركتها. ويتعين على الحكومات والأطراف الفاعلة الأخرى العمل جنباً إلى جنب لتوعية المواطنين حول مخاطر التضليل الإعلامي وتعزيز مهاراتهم النقدية لمحاربة هذا الخطاب الضار.
وفي النهاية، فإن مواجهة التحدي يكمن في ترسيخ ثقافة صحية مبنية على البحث والمعرفة والتمحيص للأخبار ومصادرها المختلفة. إنها مسؤوليتنا الجماعية لحماية مجتمعنا من الأمواج المدمرة للتضليل الإعلامي والحفاظ على فضاء عام آمن ومستنير.