- صاحب المنشور: فلة بن يوسف
ملخص النقاش:
مع تطور المجتمع البشري وتقدم العلوم والتكنولوجيا، ظهر نقاش حاد حول علاقة هذه الإنجازات العلمية بالدين. يرى البعض أن العلوم والدين يمكنهما الوجود جنباً إلى جنب بصورة تكاملية؛ لأن كلاهما يسعيان لتحقيق فهم شامل للكون والإنسانية. بينما يؤكد آخرون أن هناك تعارضاً بين المبادئ الأساسية للدين والعقلانيّة التي تقوم عليها علوم اليوم. هذا المقال يستعرض وجهات النظر المتعددة لهذا الخلاف ويحلل مدى توافق أو تنافر الدين مع مجال البحث العلمي الواسع والمبني على التجريب والدليل المنطقي المحكم.
وجهة نظر التوافق: الإسلام والعلم جنبا إلى جنب
في الإسلام تحديدًا، يُعتبر الله هو مصدر كل المعرفة والفهم. الآيات القرآنية مثل "وقل رب زدني علماً" تشجع المسلمين باستمرار على طلب العلم والمعرفة. كما يعزز الحديث الشريف الذي يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم" من أهمية التعليم والبحث المستمر لأجل تطوير الفرد والمجتمع. وفقا لهذه الرؤية الإسلامية، فإن البحوث العلمية هي طريق لحصاد المزيد من كنوز معرفة الله وخلقاته الجميلة في الكون. بالتالي، فإن الانخراط في الأبحاث العلمية ليس له أي تناقضات دينية ولكنه مكمل لها.
على سبيل المثال، خلال القرن الثامن الميلادي، كان المسلمون في الطليعة العالمية فيما يتعلق بالأدلة المبنية على البيانات والحس العقلي قبل وقت طويل مما عرف لاحقًا باسم النهضة الصناعية الغربية وذلك عندما استوعبت أوروبا تلك الأفكار عبر التواصل الثقافي الحواري مع العالم الإسلامي آنذاك. وقد قدم عالم الرياضيات والفلك ابن سينا - المعروف أيضًا بأفلوطنس اللاتيني – إسهام رئيسي بتطوير علم الجبر وكان مدركًا تمام الوعي بأن دوران الأرض حول محورها وأن الشمس ليست مركز مجرة درب التبانة بل مجرد نجم واحد ضمن العديد الآخر منها وهي أفكار سبقت وقتها بكثير حتى القرن الخامس عشر للميلاد حين نشأت فكرة النظام الشمسي القائم على المركزية الشمسية لدى علماء الفلك الأوروبيين الذين كانوا قد تأثروا حقًا بنتاجات المكتبات العربية القديمة الموجودة بكلٍ من بغداد والقاهرة أثناء زمن الحكم الأموي ثم إبان عصر الدولة الفاطمية بسوريا ومصر وغير ذلك كثير ممّا وصلتنا نسخ منه مكتبة مانشستر العامة بالمملكة المتحدة حالياً مثلاً! إن تاريخ العلاقات التاريخية بين العرب والمسلمين وبين تأسيس معظم مؤسسات الجامعات الغربية يؤشر بأنه لم يكن ثمة قط تضارب بين الدين والشعائر الدينية وبין التعلم الأكاديمي عند أهل المذهب الإسلامي وليس للعكس صحيح منه ما قاله بعض الكتاب المستغربين مؤخرآ بشأن الموضوع نفسه خلطًا منهم للأحداث والأراء المختلفة حول نفس قضية جدلية مستمرة منذ قرون مضت ولا تزال قائمة ولا تزال تحتاج لإعادة دراسة متأنية متجددة لكل طرف بغرض الوصول لصحة أقرب للحقيقة قدر الاستطاعة بإذن الله عزوجل ولطفه علينا وعلى جميع البشر عباده فهو الرب الرحيم بنا دائما وإن عدونا كذلك أيضا فما أحوجناه لنفحاته وألطافه بقدرته وكرمه خاصة إذا صادفت ذالك توقيت مكان وقلب وفكر صاحب الدعوة للإصلاح والتغيير نحو حياة أفضل هداية للهداية ونورا بنوره جل وعلا .
وجهة نظر التنافر: تحديات الالتباس المعرفي ومواقف متحفظة نسبيا
بالرغم من ذلك، يشعر البعض بالتوتر تجاه مزاعم تفسر الحقائق الطبيعية بطرق تتناقض أساسا وروح معتقداتهم الخاصة بعقيدة دينهم الأصيلة والتي تعتمد بحكم تعريفاتها وشروط قبولها وجود ربوبية مستقله ذات ذات مطلقة غير قابلة للتجزئة حسب تصورات المؤمن بها وفي المقابل يوجد جانب مهم آخر متعلق بالنظام البيولوجى والجزيئي داخل جسم الإنسان والكائنات الحيوان والنبات طبقا لما توصل اليه علم وظائف الأعضاء