تعيش المستشارة الدينية حالة فريدة حيث لديها ثلاثة أشقاء ذكور يكبرونها، وهم معروفون بتجاهلهم للشريعة الإسلامية، بما في ذلك عدم الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن بشكل منتظم، والاستماع للأغاني، والتدخين، والدخول في اتصالات هاتفية غير مناسبة مع النساء، بالإضافة إلى مضايقة أفراد الأسرة بسبب انتمائهم الروحي. أحد هؤلاء الأشقاء لديه أيضًا صديق مدعي الملحد.
في حين أنها تشعر بشدة تجاه هذه التجاوزات وتقدم لهم النصائح، إلا أنها تواجه تحديًا محددًا بشأن اقتراح الأم بخطبة إحدى الشقيقات لفترة لتوجيههم نحو الطريق الحق. يشكل هذا الوضع مخاطر محتملة نظرًا لاستمرار وجود هذه الممارسات الضارة التي قد تؤثر سلبيًا على الحياة الزوجية المحتملة لهذا الشخص المتزوج حديثًا وكذلك تأثيره السلبي المحتمل على زوجته المستقبلية.
من منظور شرعي، هناك جدل طويل الأمد داخل المجتمع الإسلامي حول تصنيف الأفراد الذين يرتكبون أعمال معينة كمسيءٍ أو خارجي عن الملة بناءً على مستوى التقاعس عن الصلاة. بينما يرى بعض العلماء أن أولئك الذين يتجنَّبُونْ الصلاة مهملين فقط وغاضِبَين، يعتقد البعض الآخر بأنهم خرجوا تمامًا من دائرة الإيمان. ولكن بغض النظر عن الرأي القانوني هنا، يجب تعامل الجميع باحترام ودعم بهدف توجيههم نحو طريق التصحيح والإصلاح.
بالنظر لهذه الحالة الخاصة، ليس من المرغوب إعادة الخطيب إذا كانوا ملتزمين بسلوكيات خاطئة حسب التعريف العام للإسلام. وذلك لأنه حتى ضمن افتراض كونهم مجرد فساق بدلاً من كفار بكل المقاييس، فإن ازدواجتهم الاجتماعية تخلق بيئة محفوفة بالمخاطر للعلاقات الجديدة مما يمكن أن يكون لها آثار عميقة وطويلة المدى بالنسبة للأطراف المعنية. لذلك، لا يُفضَّل لعب دور الوساطة فيما يتعلق بترتيب الزيجات مباشرة; عوضا عن ذلك, دعوا عملية اختيار شريك حياة مناسب تقوم بها وجهات مستقلة علمانية تساعد في تحديد مدى ملاءمة أي فرد بشكل أفضل لإقامة علاقة صحية مبنية على أسس قوية ومتوافقة اجتماعياً وسلوكيًا أيضاً.
ومع ذلك، لا ينبغي الانقطاع تمامًا عن تقديم المشورة والنصح للحفاظ على آمال التحسين مستقبلاً. ومن خلال الاستخدام الحكيم للمواعظ والمجادلات اللطيفة والعقلانية والتي تتضمن مقابلات شخصية مباشرة -بشروط وآليات مناسبة- قد يحدث تغيير جذري لدى الشباب خاصة عندما يتم التركيز بطريقة إبداعية على مشاهدة تأثيرات الاختيارات الحالية الآن وفي السنوات التالية لاحقا. وهذا يدل بصراحة تامة على أهمية دراسة وفهم نتائج افعالهم وعواقبهما طويلة المدى لتحقيق فهم صحيح للتبعات المنطقية لأفعالهم وردود فعلهم عليها ذاتيا قبل اتخاذ القرار النهائي والذي سيغير حياتهم بشكل كامل. إنها مسؤوليتنا جميعا كمجموعة دعم روحانى حكومتنا المحلية والصغيرة لمساعدة الأشخاص ذوي التفكير المختلف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وغيرها...الخ)، باتباع طرق مختلفة تحقق هدف رئيسي وهو الوصول لكل فرد مهتم حقا بالسعادة والاستقرار الداخلي والخارجي جنبا إلي جنب مع خدمة مجتمعه وانتشار رسالة الرحمة والمحبة والخير عبر عالم مليء بالتحديات اليوم!