التكنولوجيا والتعليم: تحولات مستقبل التعليم عبر العالم الرقمي

تعد ثورة تكنولوجيا المعلومات وإمكانيات الاتصال المتاحة حاليًا أقوى محرك للتغيير الاجتماعي والثقافي على مر التاريخ. وقد ترك هذا التحول الجديد بصمة عميق

  • صاحب المنشور: عامر بن البشير

    ملخص النقاش:
    تعد ثورة تكنولوجيا المعلومات وإمكانيات الاتصال المتاحة حاليًا أقوى محرك للتغيير الاجتماعي والثقافي على مر التاريخ. وقد ترك هذا التحول الجديد بصمة عميقة على قطاع التعليم، حيث يواجه المعلمون والتلاميذ تحديات جديدة ومجالات فرصة واسعة لم يتم استغلالها بعد. إن دمج التكنولوجيا الحديثة داخل بيئة التعلم التقليدية يمكن أن يحدث تغييرات جذرية تجعل العملية التعليمية أكثر فعالية وتفاعلًا ومتنوعة للمستفيدين منها حول العالم.

في السنوات الأخيرة، انتشرت تقنيات مبتكرة مثل الحوسبة السحابية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والأقراص الذكية وبرامج الواقع الافتراضي وغير ذلك الكثير داخل الصفوف الدراسية والمكتبات وقاعات التدريس الجامعية. يستطيع المعلمون الآن الوصول إلى عدد هائل من الأدوات الإلكترونية التي تساعدهم على تقديم المواد العلمية بطرق جذابة وشاملة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمعلمين الذين يعملون بتعدد اللغات فضلا عن الطلاب ذوي الأعمار المختلفة. فمثلاً، توفر برمجيات المحاكاة ثلاثية الأبعاد تجربة تعليمية غنية بالمعلومات والمتعة للدارسين الصغار مما يدفعهم لشغل حيز أكبر من المشاركة الفعالة أثناء الدروس. كما أدى ظهور شبكات الإنترنت الواسعة الانتشار إلى زيادة فرص الحصول على موارد تعليمية متنوعة مجاناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات المنشورات المفتوحة المصدر والتي كانت بالأمس القريب مقتصرة فقط للمؤسسات الأكاديمية ذات الإمكانيات المالية الكبيرة. بالإضافة لذلك فإن خدمات التعلم عن بُعد أصبحت متداولة بكثافة هذه الفترة نظرًا لقدرتها الاستثنائية لتوفير برامج دراسية عالية الجودة بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الصحية الطارئة كالحجر الصحي العام الذي شهده العالم منذ مطلع عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة كورونا المستجد. ولذلك فقد أصبح بإمكان الجميع الآن مواصلة المسيرة العلمية سواء بهدف الترقي الوظيفي أو تطوير المهارات الشخصية دون اضطرار للسفر لأماكن بعيدة كل البعد. يتوجب علينا اليوم إعادة تعريف دور مدرسة الغد وما ينتج عنه من تغيير ثقافي مجتمعي كبير نحو بناء جيل جديد قادرعلى فهم وتحمل مسؤوليات العصر الرقمي الحالي وتعزيز قدراته بلا حدود مكانية أو زمنية معينة. ولكن كيف سنمضي قدمًا؟ هل ستكون هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة المناهج كي تتلائم مع الأساليب الجديدة؟ أم أنه يكفي تعديلات طفيفة هنا وهناك حتى نتكيف مع الوضع الحالي لدينا الأنترنت؟ تلك تساؤلات مهمة تستحق التأمل والاستقصاء العميق قصد ضمان نجاح عملية انتقال ناعم يسمح باستمرارية تقدم المجال التعليمي وسط عالم مليء بالتغيرات السريعة غير المسبوقة.


عز الدين الفاسي

7 בלוג פוסטים

הערות