- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تواجه المؤسسات التعليمية الإسلامية حول العالم مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولا مبتكرة ومستدامة لضمان توفير تعليم عالي الجودة يتوافق مع القيم والأخلاق الإسلامية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه التحديات وتقديم توصيات لتحقيق توازن بين المعرفة العلمية والمعرفة الدينية، مما يساهم في إنتاج خريجين قادرين على مواجهة متطلبات سوق العمل العالمية وفهم مسؤولياتهم الأخلاقية والدينية.
من أهم التحديات التي تواجه الجامعات الإسلامية هي الحفاظ على هويتها الثقافية والإسلامية وسط التأثيرات الغربية المتزايدة. فالتنوع اللغوي والثقافي داخل المجتمع الإسلامي يؤدي أحيانًا إلى فجوات معرفية وعزل اجتماعي قد تؤثر سلبًا على تجربة الدراسة الأكاديمية الطلاب. كما يشكل عدم وجود رؤية مشتركة واضحة لما يُفترض بهذه المؤسسات أن تحققُه أيضًا عقبة أمام الإصلاح والتطور المستمر. وبالتالي فإن وضع خطط واستراتيجيات طويلة المدى مستندة إلى فهم عميق لتوجهات المجتمع المحلي واحتياجاته يعد أمر حيوي لإرساء دعائم نظام تعليم عصري ومتجدد.
بالإضافة لذلك، تعد قدرة الأساتذة والمكلفين بتعليم المواد العلمانية والفكرية على توظيف مفاهيم الدين الإسلامي كأداة نقدية وأساس للبحث العلمي أحد المواضيع المثيرة جدوى طرحها لهذا المناقشة. حيث إن غياب الوعي الكافي بأهمية دمج الجانب الروحي والانساني ضمن عملية التعلم قد يدفع بعض الخبراء نحو تجاهل أو تناسي قيمة تلك المفاهيم أثناء تأليف كتبهم أو تصميم مقرراتهم الدراسية. وهذا الوضع ينتج عنه فقدان الاتصال بالثوابت والقيم الاجتماعية والتي تعتبر حيوية للحفاظ على الهوية الشخصية للمتعلمين وتمكينهم من تحقيق ذاتهم بإطار مجتمعي شامل ومتكامل.
في ضوء تلك الحقائق، يمكننا البدء بعرض حلول محتملة تبدأ بحشد جهود جميع الأطراف الفاعلة في منظومة النظام التربوي مثل الحكومات والشركات الخاصة وصناع القرار السياسي وغيرها لدعم وتمويل مشاريع بحثية موجهة خصيصاً لبحث كيفية تشكيل وإعادة هندسة منهجيات التدريس التقليدية بما يسمح لها بتلبية احتياجات جيل جديد من طلاب اليوم وغداً الذين نشأ معظمهم وهم يتفاعلون يومياً مع ثقافات مختلفة ووسائل تقنية جديدة لم تكن موجودة وقت تطوير المنظومات القديمة للتعلّم والتلقين المجردة سابقاً. ومن الأمور المهمة الأخرى أيضاً تدريب أعضاء هيئة التدريس المختصة عبر تقديم دورات مهارية مكثفة تستعرض أهم طرق التواصل الحديث وطرق عرض الأفكار بطريقة تحفز الابتكار وتعزيز روح روح البحث والنقد الذاتي لدى كل طالب وفي الوقت ذاته تراعى فيه الاحترام الواجب للعادات والتقاليد العربية الأصيلة وللاحترام اللازم للفروقات التاريخية والحضارية الراسخة منذ قرون مضت حتى الآن .
وفي النهاية يأتي دور الشباب أنفسهم –الباحثين عن المعرفة بكل أشكالها– بأن يتمثل لهم القدوة الحسنة والمثال الحي الذي يكمل الصورة ويحقق التوازن المنشود وذلك بممارسة فعل الخير وصلة الرحم وصلة الأرحام والإخلاص في أدائهم لوظائفهم المختلفة بالإضافة إلي ضرورة حرص الجميع علي الاستمرار في تحصيل المزيد من علوم الدنيا وعلوّ درجات الآخرة أيضا كي يستطيع شباب المسلمين منافسة أقرانهم عالميا ويضمنو مصالح أمتهم ووطنهم وتحقيق الرقى