• صاحب المنشور: فرح بن زيد
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدنا تطورًا هائلًا في تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) التي أثرت بشكل كبير على مختلف جوانب حياتنا اليومية والمهنية. هذا التغيير الثوري يجلب معه مجموعة من الفرص والتحديات للمجتمع العالمي، خاصة فيما يتعلق بسوق العمل.

**الفرص المتاحة**:

1. زيادة الكفاءة والإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات القائمة وتوفير حلول أكثر كفاءة بكثير. فهو قادر على التعامل مع كميات كبيرة من البيانات بسرعة دقة مما يقلل الوقت اللازم لإنجاز الأعمال الروتينية والأعمال التقليدية الأخرى. مثل هذه الحلول تسمح للعاملين البشر التركيز على المهام الأكثر تعقيداً والتي تتطلب خيالاً وإبداعاً بشرياً.

1. خلق وظائف جديدة: بينما قد يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الوظائف القديمة، إلا أنه سيولد أيضاً مجالات عمل ومهن جديدة تماما لم تكن موجودة من قبل. حيث ستظهر الحاجة إلى متخصصين ذوي خبرة عالية في مجال تطوير البرمجيات المتعلقة بالذكاء الصناعي، وكذلك مهندسو الأنظمة الذين يقومون بتنفيذ تلك التقنيات داخل الشركات والحكومات والمؤسسات التعليمية وغيرها الكثير. بالإضافة لذلك， فإن هناك طلب متزايد على مدربي المهارات الرقمية لدعم الأفراد أثناء التحول نحو بيئة عمل تعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي.

1. الاستفادة منها في الخدمات الشخصية: تستطيع التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقديم خدمات شخصية أكثر مرونة بناءً على احتياجات وثقافات المستخدم الفردي. فمثلاً ، يستخدم العديد من المستشفيات الآن البرامج التي تقوم بتحليل تاريخ المرضى الصحية لاتخاذ قرارات العلاج الأمثل لكل حالة مرضية، وهذا لن يساعد فقط باتخاذ القرارات الطبية بشكل أفضل ولكن أيضا يقضي قسطا كبيرا من الجهد الذي كان يبذله الطبيب سابقا لجمع المعلومات اللازمة لهذه العملية.

1. دعم اتخاذ القرارات التجارية: تساهم تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في مساعدة المؤسسات والشركات بأخذ القرارات المالية والاستراتيجية المناسبة بعد دراسة وتحليل بيانات دقيقة وكبيرة ومتنوعة وبسرعات غير مسبوقة. إنه ليس مجرد أداة للإحصائيين المحترفين بل أصبح بمتناول الجميع عبر استخدام الأدوات الآلية والبسيطة نسبياً لتفسير واتخاذ الإجراءات التصحيحية استناداً لما توضحه المؤشرات المالية المختلفة حالياً وفي مستقبل الشركة حسب توقعات النظام أو نموذجه المعتمد عليه بنموذج أعمال معين.

تحديات محتملة:

1. البطالة بسبب التشغيل الآلي: أحد المخاوف الرئيسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هو احتمالية خسارة ملايين الأشخاص لوظائفهم نتيجة الاعتماد الكبير عليها في عمليات التشغيل الآلي للأعمال والصناعات المختلفة حول العالم . ومن هنا تأتي أهمية وجود سياسات عمالية فعّالة للدولة تدعم إعادة التدريب المهني للسكان العاطلين عن العمل وتمكينهم من الحصول عوائد ذات مردود أعلى تناسب مهارات القرن الواحد والعشرون ومتطلباته الجديدة والتجدد المستمر فيه باستمرار !

1. عدم المساواة الاجتماعية الاقتصادية: إن الوصول إلى فرص التدريب والدعم واسع النطاق أمر حاسم لتحقيق نتائج إيجابية شاملة بشأن نشر واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لكل القطاعات المجتمعية بغض النظر عن مستوى دخلهم الحالي ومكانتهم الاجتماعية محليا وعالميا كذلك؛ إذ انه بدون هذه السياسيات الرامية لاعلاء العدالة الاجتماعية فالاحتمالية واردة بأن تؤدي ثورة المعلومات الحديثة لصالح طبقات بعينها وليس كافة أفراد المجتمع مجتمع واحد بالتأكيد! ولذلك فان تبني نهضة تربوية وتعليمية موسعة وشاملة هي مفتاح النجاة أمام أي بلد راغب حقّا بمراكمة مكتسبات اقتصاديه فوق أرض الواقع الاجتماعي ضمن اطار شامل يشمل كل شرائحه العمرانية والمعرفيه للغالب الأكبر منهم جميعا بلا استثنائ شخص واحداً حتى ولو كان صغير سنّه حينذاك ?❤??