قال ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ :
إن رجلاً بلغ من البخل غايته، وأنه كان إذا صار في يده درهم خاطبه وناجاه وكان يقول له :
كم من أرض قطعت وكم من كيس قد فارقت ، وكم من خامل قد رفعت، لك عندي ألا تضحى ولا تعرى ، ثم يلقيه في كيسه ويقول له :
أسكن على إسم الله في مكان لا يزعجك أحد فيه . https://t.co/8EdG3TIz5W
وقيل إن هذا الكيس لم يدخل فيه درهم وأخرجه ذلك البخيل قط ، فكان أها هذا الرجل منه في بلا شديد ، وكانوا يتمنون موته والحياة بدونه
فلما مات أعتقدوا أنهم أرتاحوا منه، فقدم إبنه من سفر وأستولى على مال أبيه وداره
ثم قال : ماذا كان يأكل أبي ؟
فإن أكثر التبذير إنما يكون الطعام
فقالوا كان يأكل بقطعة جبن عنده
فقال : أريد رؤيتها
فجاءوا بها ، فإذا بها خدش نتيجة مسح اللقمة عليها
فقال الولد لأهله : ما هذا الخدش
فقالوا : كان أبوك لا يقطع من الجبن، وإنما كان يمسح على ظهره باللقمة
ثم قالوا : كيف تريد أن تصنع ؟
فقال الأبن : أضع قطعة الجبن عن بعد وأشير إليها بلقمة الخبز حتى لا أكون مبذر كوالدي .. ?
لذلك قالت العرب :
من شابه أباه فما ظلم
- المصدر
كتاب البخلاء .. للجاحظ