• صاحب المنشور: راوية بن ساسي
  
  ملخص النقاش:
  

  تواجه العالم تحديات بيئية كبيرة تتطلب تحولات جذرية نحو نموذج اقتصادي أكثر استقرارا واستدامة. تحتل قضية التبديل من الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدية إلى استخدام موارد طاقة متجددة نظيفة ومستدامة مكان الصدارة بين هذه التحولات الضرورية. هذا الانتقال ليس مجرد ضرورة لحماية البيئة وتجنب الكوارث المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري فحسب؛ بل إنه أيضا فرصة لتحقيق تقدم تكنولوجي واقتصادي كبير للعديد من الدول.

  
  

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هما وجهان بارزان لهذا الانعطاف الجديد. تشهد تقنيات توليد الكهرباء عبرهما تطورات هائلة تؤدي إلى زيادة كفاءتها وانخفاض تكلفة إنتاجها بشكل ملحوظ مما يجعلها تنافسية مع خيارات الطاقة القديمة حاليا وفي المستقبل القريب.

التأثيرات الاقتصادية

يتوقع خبراء الاقتصاد العالمي أنه بحلول عام ٢٠٥۰ ستكون معظم الطاقات المنتجة عالمياً حيوياً ومتجددة بنسبة تصل لما فوق الـ8٦٪؜. يؤكد هؤلاء الخبراء أيضاً أن سوق الطاقة يتغير بسرعة حيث بدأ العديد من المستثمرين بتوجيه أموالهم لبناء مشاريع قائمة على حلول مستدامة مثل محطات الطاقة الكهرومائية والشمسية وغيرها الكثير.

الأثر الاجتماعي والبيئي

بالإضافة للأثار الاقتصادية الإيجابية، فإن التحول نحو مصادر الطاقة البديلة له تأثيرات اجتماعية بيئية مهمة كذلك. فهي تعزز الأمن والاستقرار الحيوي للمدن والأوطان بإزالة المخاطر المرتبطة بصناعة النفط والحفاظ عليها لدورها كمورد حيوي قابل للتبادل التجاري.

وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومات حول العالم على وضع سياسات وتحفيزات تشجع الأفراد والمؤسسات للاعتماد أكثر فأكثر على الحلول البيئية الجديدة والمبتكرة، سيصبح تحقيق هدف التنمية المستدامة واقعا قابلا للتحقق أكثر من أي وقت مضى. فهذه الخطوات ليست فقط لصالح الأجيال الحالية وإنما هي هدية قيمة للأجيال المقبلة أيضا وستضمن لهم حياة أفضل وأكثر اماناً وإنتاجاً.