- صاحب المنشور: إسماعيل السيوطي
ملخص النقاش:
تتزايد المخاوف بشأن الأثر المتوقع للذكاء الاصطناعي (AI) على سوق العمل العالمي. مع تطور التقنيات الجديدة والمُعززة بالتعلم الآلي والقدرة على التعلم ذاتيًا، يصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على أداء مجموعة واسعة ومتنامية من المهام التي كانت تُعتبر سابقًا حكرًا على البشر. هذا التحول ليس له تأثيرات اقتصادية واجتماعية فحسب، بل إنه يدفع أيضا إلى إعادة تعريف ماهية "العمل" وكيف يمكن للإنسان التنافس في عالم يسكنه الروبوتات والأجهزة المُحسنة بتقنية الذكاء الاصطناعي.
**التأثير الجذري المحتمل**
يُشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً مباشراً لبعض الوظائف الحالية ويفتح فرص جديدة لمجالات أخرى لم تكن موجودة قبل ظهور هذه الثورة التكنولوجية. الدراسات تشير إلى أنه بحلول عام 2030، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء حوالي ١٣٣ مليون وظيفة تقليدية حول العالم بينما يخلق نحو ١٦٦ مليون فرصة عمل مرتبطة مباشرة بهذه التقنيات الحديثة. لكن هذه الصورة ليست واضحة تماما؛ فالطبيعة الديناميكية لسوق العمل تعني بأن العديد من المهارات اللازمة حاليا سوف تتغير وتتطور لتناسب متطلبات العصر الجديد مما يتطلب تدريب مستمر ومواكب للتغيرات.
**نقاط التأثير الرئيسية**
- إلغاء الأعمال الروتينية: إحدى أكبر المشاكل المرتبطة باحتلال الذكاء الاصطناعي للأدوار البشرية هو قدرته الفائقة على القيام بالمهام المتكررة بدون خطأ أو حاجة للاستراحة. وهذا يعني فقدان العمالة الرخيصة وغير المدربة لأعمالها مثل عمليات جمع البيانات الأولية ومراقبة التصنيع وصيانة المعدات البسيطة. ولكن حتى وإن تم حل مشكلة البطالة المؤقتة جراء ذلك، فإن المجتمع سيحتاج لإعادة النظر بكيفية تقديم الدعم لهذه الشرائح المحرومة اجتماعياً واقتصادياً لفترة طويلة بعد انتقالهم بعيداً عن الأسواق المرنة الموجودة اليوم.
- اتجاهات مهنية جديدة: ستظهر مجالات عمل مبتكرة كليا بسبب توفر ذكاء اصطناعي موثوق وقادر على تعزيز الإبداع والإنتاجية أكثر مما فعله الإنسان عبر التاريخ بأكمله! لنركز هنا على مجالين اثنين هما البرمجة والتقييم الطبي حيث سيكون للمبرمجين والخاضعين لهذا النوع الأخير مهمة تطوير وبناء نماذج واستراتيجيات الاستفادة المثلى من القدرات اللوجستية الخاصة بكل نموذج AI فردي خاص بهم بالإضافة لاستخدامها كأساس لاحق لاتخاذ قرارات دقيقة واتخاذ إجراءات مناسبة بناء عليها داخل بيئات عملهم المختلفة سواء أكانت أكاديمية أم سريرية أم غيرهما من المجالات الأخرى المتنوعة والتي تحتاج دقة عالية وحساسية خاصة أثناء اتخاذ القرار النهائي بها لحظة لحظة حسب ظروف المكان والزمان الخاصتين
