• صاحب المنشور: شريفة بن عبد المالك
  
  ملخص النقاش:
  أحدثت الثورة التكنولوجية الحديثة تغيرات جذرية في العديد من المجالات، ومن بينها الدور المتزايد لذكاء الآلة والذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي. يمكن اعتبار هذا التحول نحو اقتصاد رقمي مدفوع بالذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لتسريع وتعميق عملية الابتكار على مختلف الأصعدة. في هذا السياق، يسلط الضوء على الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بتعزيز القدرات الإبداعية وتحسين الكفاءة الاقتصادية عبر قطاعات متعددة.

فوائد الذكاء الاصطناعي: تعزيز القدرة الإبداعية والفعالية التشغيلية

يمكن تحليل تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل بالنظر إلى جوانب مختلفة:

1. تطوير مقترحات قيمة جديدة

يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على المساهمة بشكل كبير في خلق حلول مبتكرة لمشاكل معقدة كانت تبدو غير قابلة للحل سابقًا. توفر برمجيات التعلم العميق والمدركة للمحتوى أدوات فعالة لمساعدة الشركات والأفراد على فهم اتجاهات السوق ورغبات العملاء بطريقة أكثر دقة مما كان ممكنًا من قبل. وهذا يتيح الفرصة أمام الأفراد والشركات لإطلاق منتجات أو خدمات أو نماذج أعمال جديدة تتوافق تمامًا مع احتياجات وثقافة الجمهور الذي يستهدفونه.

على سبيل المثال، شهد قطاع الصحة نمواً هائلاً باستخدام تقنيات التعلم الآلي في مجال التشخيص الطبي المبكر والكشف وإنشاء خوارزميات تتنبأ بمخاطر الأمراض المختلفة بناءً على بيانات تاريخ المرضى. هذه التقنية الجديدة ليس لها تأثير مباشر على نوعية الحياة بل أيضا تساهم في تحقيق وفورات كبيرة في الوقت والجهد.

2. زيادة الكفاءة التشغيلية

بالنظر لأثر الذكاء الاصطناعي على الجانب التشغيلي للأعمال، هناك العديد من الطرق التي يتم بها تطبيق الذكاء الاصطناعي لتحسين التدفق العام لأعمال الشركة. حيث تعتمد معظم المؤسسات اليوم على روبوتات المحادثة المدربة تدريباً جيداً لفهم الاستفسارات الأولية وإعطاء ردود محددة ومبتكرة لكل استفسار حسب حاجته الخاصة بدون الحاجة للتواصل البشري المباشر والذي قد يؤدي لنقصان وقت العمل بسبب التدخلات الخارجية الأخرى مثل الاجتماعات والعروض وغير ذلك الكثير. بالإضافة لذلك فإن استخدام الروبوتات ذات ذاتية التنفيذ يساعد أيضاً بتسهيل عمليات صنع القرار وذلك بإعداد تقارير دقيقة حول الأنماط والتوجهات المستقبلية ضمن أي مشروع قابل للدراسة ومتابعة البيانات فيه بأمانة ودون تأثيرات خارجية تؤثر عليها أثناء جمع العينات والحسابات اللازمة لاتخاذ قرار مناسب لحين انتهاء فترة الدراسة.

كما انه وفي بعض المصانع تم اعتماد آلية عمل جديد تسمى "مصنع ذكي" وهو مصمم خصيصا لمنع حدوث الاخطاء البشرية اثناء الانتاج وذلك باستعمال انظمة رصد حالة الآلات واستخدام الجيل الخامس من الاتصالات الخلوية(5G) لنقل المعلومات لاسلكياً وبسرعة عالية وبذلك يحصل العمال على تحديثات آنية بشأن الوضع الحالي لكل جهاز معدني يعمل داخل خطوط الانتاج ويسمح لهم باتخاذ إجراء تصحيحي فور وقوع حادث ما دون انتظار مرور ساعات اضافية حتى يصل موظفو فرق الصيانة المعتادون لمكان الحدث.

3. فرص إعادة التدريب والتكيف الاجتماعي

فيما يتعلق بالتغيرات الاجتماعية المرتبطة بهذا التح