- صاحب المنشور: سلمى العياشي
ملخص النقاش:
في حين يروج المغالطون بأن تعاليم الإسلام تعزز عدم المساواة بين الرجال والنساء، فإن هذا الادعاء يتجاهل السياق التاريخي والثقافي المع复 لتعليمات الدين. إن التمييز الحقيقي ضد المرأة لم يكن نتيجة مباشرة للأحاديث أو الآيات القرآنية نفسها، بل كان نتاجًا للثقافات والأفكار التقليدية التي طغت على تفسير هذه التعاليم عبر تاريخ متنوع ومتعدد الأوجه. يمكننا رؤية ذلك جليًا عندما ننظر إلى نماذج متعددة من النساء المؤثرات اللواتي لعبن أدواراً ريادية وعزيزة خلال فترة العصر الذهبي للإسلام.
دور المرأة في المجتمع وفق منظور إسلامي معاصر ينبغي إعادة فحصها وإعادة تأويلها لتستوعب الحقائق الحديثة والمطالب المتغيرة واحترام الكرامات البشرية الأساسية. يعترف الإسلام بقيمة كل فرد بغض النظر عن جنسه ويعطي لكل جنس أدواره الخاصة ومكانته الفريدة داخل المجتمع. تقر العديد من آيات القرآن وفقه السنة النبوية بأن الرجل والمرأة متساويان أمام الله ويتمتعان بحقوق وواجبات محددة تنبع من سماتهما الطبيعية والفكرانية وليس بسبب أي شكل من أشكال الترتب الاجتماعي أو السلطة السياسية.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن بعض الأعمال الدينية التي تم تضمينها كأجزاء شرعية قد فسرت خارج السياقات الأصلية لها وأصبحت مبرراً للسلوك غير الإنساني ضد النساء. ومع ذلك، عند دراسة تلك الوصايا بتعمق أكبر والتأكيد على نوايا القادة المُحرِّفين الأصليين للحكمة الإلهية، تصبح الرؤية أكثر شفافية وإرشادًا لصنع القرار المستنير الذي يحترم حقوق جميع أفراد مجتمعاتنا.
من الضروري توضيح الفرق الرئيسي بين التأكيد الشرعي للمبادئ الأخلاقية والقانونية الإسلامية وبين المفاهيم الاجتماعية والفردية حول العلاقات بين الجنسين والتي غالبًا ما تكون متحيزة ثقافيًا ولا تعكس روح وقصد التشريع الديني الصحيح. يشجع الإسلام على احترام وكرامة جميع الأفراد ويضع أساسًا قوياً للتفاعلات المحترمة والمتساوية سواء كانت عائلية أم اجتماعية أم رسمية. ومن أجل تحقيق العدالة الحقيقية وضمان حياة كريمة لكل شخص، يستوجب مراجعة شاملة للنظم القانونية والمعايير والسلوكيات المقيدة وغير المدروسة بعناية والتي ربما انتشرت ضمن بيئات عاشت سابقًا بأوقات مختلفة تمام الاختلاف عن عصر اليوم.
إن تبني نهج شامل قائم على تفاهم عميق لتعاليم الإسلام واستيعابه بطريقة تحقق توافق متناغم مع احتياجات وآمال العالم الحديث يعد خطوة هائلة نحو بناء مستقبل مبني على الاحترام والقناعة بمبدأ المساواة كمفهوم عالمي يسعى الجميع لاستخلاصه والاستناد إليه كأساس لبناء حضارات تؤكد قدرتها على تطوير حلول مبتكرة لتحسين نوعية الحياة لكافة الأشخاص بغض النظرعن اختلافهم الجنسي والجغرافي والثقافي والديني أيضًا!