• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  يشكل التعليم أحد أهم القطاعات الأساسية التي تعكس تقدم أي مجتمع وتطويره. وفي ضوء القيم الإسلامية الأصيلة والمبادئ التربوية العميقة، يكتسب دور التعليم مكانة مميزة وأثرًا جليلاً في حياة الأفراد والمجتمع ككل. يشيد الإسلام بالعلم والمعرفة ويحث على طلبها برسالته الشريفة حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ" [العلق:1-2]. هذه الآيات تسلط الضوء على مكانة العلم منذ بداية نزول الوحي الكريم.

تبرز قيمة العلم لدى المسلمين عبر التاريخ عبر العديد من الأمثلة البارزة مثل الخوارزمي ومحمد بن زكريا الرازي وابن رشد وغيرهم الكثير ممن قدموا إسهامات علمية بارزة في مختلف المجالات الطبية والفلكية والعلمية والمعرفية. فالإسلام لم يكن مجرد دين للعبادة بل كان أيضًا مصدر إلهام للبحث والاستقصاء المعرفي.

يعظم الإسلام أهمية التعليم باعتباره سبيلًا لاستنارة الروح وترقيتها كما جاء في الحديث النبوي الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه ابن ماجه وغيره بإسناد صحيح. وهذا يدل على شمولية وجوب طلب العلم وتميزه في المجتمع المسلم.

تنعكس التعاليم الإسلامية في منهجية التربية والتعليم فتؤكد ضرورة الجمع بين المعرفة النظرية والعمل الصالح, فالقول بدون عمل ليس فيه نفع حسبما ورد في القرآن الكريم (start>يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلونend>) [الصف:2-3] وبالتالي فإن التحصيل الأكاديمي مكمّل لتنمية القدرات الشخصية والأخلاق الفاضلة مما يؤدي إلى بناء شخصيات متكاملة تؤثر تأثيراً ايجابياً في محيطها الاجتماعي والثقافي.

وفي ظل التوجهات الحديثة نحو تطوير منظومات التعليم ينبغي مراعاة الهوية الثقافية والدينية للمجتمع المسلم لتحقيق الأهداف المنشودة من عملية التربية والتعليم. بالتالي ستكون النتيجة نظام تربوي يعزز التقوى وينشر السلام ويتماشى مع القيم الجامعة للإنسانية جمعاء ويعكس رؤية جامعة شاملة للحياة الدنيا والحياة الأخرى أيضاً.