- صاحب المنشور: أيوب الزياني
ملخص النقاش:في العصر الحديث، أصبح للتقنية دور بارز ومؤثر في جوانب حياتنا المختلفة، ومن بينها القطاع التربوي. لقد شهد هذا المجال ثورة رقمية كبرى تطورت بسرعة مذهلة خلال العقود الأخيرة، مما أدى إلى تغيير جذري في طرق التدريس وطرق تعلم الطلاب أيضًا. يتناول هذا المقال تأثيرات هذه التحولات التكنولوجية على العملية التعليمية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.\xa0
أبرز الآثار الإيجابية لتدخل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) تكمن في توفير بيئات تعليمية متعددة الوسائط أكثر جاذبية وتفاعلية مقارنة بالأساليب التقليدية. حيث توفر المنصات الرقمية مثل الفصول الافتراضية والموارد عبر الإنترنت فرصة للشباب للحصول على مواد دراسية متنوعة ومتاحة دائمًا.
التعلم الشخصي والتخصيص
بالإضافة لذلك، تمكين التعلم حسب سرعة كل طالب قد حققت تقدما ملحوظا بفضل الحلول الذكية التي تقدمها تقنيات اليوم. فالبرمجيات والأدوات التعليمية الحديثة قادرة الآن على تحديد نقاط ضعف القوة لكل فرد وضبط محتوى الشرح وفقاً لها مما يضمن استفادة أكبر للمتعلمين بغض النظرعن مستوى مهاراتهم.
التعاون العالمي والإمكانيات الواسعة
كما سهلت الاتصال العالمي؛ فقد أتاحت الفرصة أمام المعلمين حول الكوكب للتشارك والمعرفة وإعداد المناهج الدراسية المشتركة والتي تستند لأحدث البحوث العلمية وبالتالي توسيع نطاق معارف طلابهم نحو آفاق جديدة.
الوحدة والعزلة الاجتماعية
لكن رغم تلك الجوانب الرائعة لهذه الثورة فإن هناك مخاطر مرتبطة باستخدام التكنولوجيا أيضاً. فعندما يقضي الأطفال وقت طويل باستخدام الأجهزة الإلكترونية ربما ينشغل ذهنياً بعيدا عن الواقع ويتعرض لانعزال اجتماعي غير مستحب والذي يؤثر تدريجياعلى تكوين علاقات شخصية صحية وتطور المهارات الاجتماعيّة لدى الصغار والكبار أيضا.
إن لهذا الأمر أهمية كبيرة خاصة عند أخذ الثقافات المحافظة المتعلقة بحرمة استخدام الهواتف المحمولة أثناء ساعات الدوام المدرسي وكذلك ارتباط بعض مواقع التواصل بترويج أفكار ضارة ضد الأخلاق والقيم الأصيلة.
ومن المهم هنا التأكيد أنه بينما يمكن للإعلام الجديد تقديم العديد من الخدمات النوعية إلا انه يحمل ضمن دواخله عقبات تحتاج لحكمة الاستخدام وصناعة سياسات توجيهيه مناسبة تضمن توازن عادل بين فوائده الضخمة واحتمالات المضاره المحتملة عليه وعلى المجتمع كوحدة قائمة بذاتها.