طلبت من ابن عمك شراء سيارة لك، وعندما وجدها للبيع، ظهر زبون آخر اشتراها منه. ومع ذلك، فقد حصل على ربح قدره ١٥٠ دولارًا أمريكيًا، ومن بين ذلك، أعطاك مبلغ ١٠٠ دولار أمريكي قائلاً إنها ملك لك. ولكن هل الحق حقًا يُصبح لك بناءً على تلك الكلمات وحدها؟
وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن الملكية لا تنقل إلا عبر عقود رسمية صحيحة وصريحة. هنا، بما أنك لم تبرمي عقد شراء رسمي ولا دفعت قيمة السيارة، يبقى الأصل - أي السيارة نفسها - تحت سيطرة ابن عمك. أما فيما يتعلق بالربح البالغ ١٥٠ دولارًا الأمريكي، فالرواية تقول إنه احتفظ بـ ٥٠ دولارًا لنفسه وسلّمك الـ ١٠٠ المتبقين.
لكن يجب التوضيح بأن مجرد قول "هذه لك" ليس دليلاً كافيًا لإثبات نقل الملكية. لتكون عملية البيع صحيحة وفق القانون الإسلامي، يجب توافر عدة عناصر أساسية مثل وجود اتفاق واضح المعالم حول سعر السلعة والمبيعات ذاتها. بالإضافة لذلك، هناك قاعدة مهمة أخرى وهي عدم جواز بيع شيء تمتلكه حتى تتمكن من نقله بشكل فعلي خارج حدود ملكيته الأولى كما ورد في الحديث النبوي الشريف.
إذن، إليك ملخص للقواعد التي يجب مراعاتها:
* السيارة تبقى ملكا لابن العم نظرًا لأنك لم تكمل صفقة الشراء الرسمية.
* بالنسبة للربح البالغ ١٥٠ دولارًا أمريكيًا والذي تم الحصول عليه بسبب البيع الزائد، فالاستخدام الخيري لبعض هذا الربح وفهمه كتعبير اعتذاري جائز بشرط توضيح الأمر بوضوح لمن يعطي لهم وأن يكون بموافقة كاملة منهم وليس إلزاميًا عليهم الأخذ بالمقابل.
* تعتبر طريقة تقديم جزء من الربح هدية رمزية حسن نوايا وتشجع المصالحة والألفة الاجتماعية وهو أمر مبارك ومستحسن شرعا طالما لم يكن خفية أو غامضا وضعفاء النفوس يستغلونه لتحقيق مكاسب شخصية محرمة .
وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يرشدنا لما فيه الخير ويتقبل أعمالنا الصالحة بإذنه سبحانه وتعالى.