• صاحب المنشور: سيدرا البوخاري
  
  ملخص النقاش:
  التحديات المتعددة التي تواجه القطاع الصحي في المناطق الريفية والمستضعفة غالبا ما تتجاوز الإمكانيات المتاحة محليا. هذه التحديات قد تشمل نقص البنية التحتية الطبية اللازمة، مثل المستشفيات والمراكز الطبية، بالإضافة إلى قلة الكوادر الطبية المؤهلة وعدم كفايتها. يتفاقم الوضع بسبب الوصول المحدود إلى خدمات الوقاية والعلاج المناسبة، مما يزيد فرص انتشار الأمراض المعدية والإصابات غير الضرورية.

أحد أكثر الجوانب حيوية ولكنها نادرة هو الوعي الصحي لدى السكان المحليين. حيث يشكل الفقر وانخفاض مستويات التعليم عقبات رئيسية أمام فهم أهمية العناية بالصحة الشخصية والعامة. يؤدي هذا الغياب للتعليم والتثقيف الصحي إلى تأخير طلب المساعدة عند الحاجة، وبالتالي تفاقم حالات المرض أو زيادة خطورتها قبل تلقي العلاج المناسب.

من الجانب الآخر، هناك حاجة ملحّة لتوفير حلول عملية تعالج الفجوات الأساسية وتحسن جودة الخدمات المقدمة للمرضى. ويمكن أن يأخذ ذلك أشكال إعادة هندسة شبكة الرعاية الصحية الحالية وتوسيع نطاقها لتصل للفئات الأكثر ضعفاً. وهذا يمكن تحقيقه بتدريب كوادر صحية متخصصة على مستوى مديري الصحة الأوليين الذين يعملون كنقاط اتصال رئيسية داخل مجتمعهم.

فضلا عن توسعة استخدام التكنولوجيا والبرامج الذكية لدعم اتخاذ القرار الطبي، خاصة باستخدام البيانات لتحسين إدارة موارد النظام الصحي وتعزيز الاستعداد لمواجهة أي طوارئ محتملة. كما تساهم حملات الدعوة المجتمعية والدعاوى القانونية لضمان حقوق المرضى وتمكين الأصوات المهمشة ضمن العملية التشريعية بهدف ضمان توزيع عادل لأصول وموارد القطاعات الصحية المختلفة. \\\\

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

بالإضافة لما سبق ذكره بشأن ضرورة بناء شراكات بين الحكومات والأطراف الخارجية بما يشمل المنظمات الإنسانية الدولية وصناديق دعم خاصه لإحداث تغييرات هيكلية طويلة الأمد تكفل استقرار أفضل للمؤسسات الصحية العامة واستدامتها. أخيرا وليس آخرا فإن العمل على رفع معايير مهنة الطب عبر تقنين تدريب الأطباء وأطباء التخدير وغيرهم ممن لهم دور حيوي بفريق الصحة بأكمله يعد جزء مهم لتحقيق اهدافنا الشاملة وهي تقديم رعاية مناسبة لكل أفراد مجتمعينا بغض النظرعن موقعهم الجغرافي أووضعهم الاقتصادي.\\\

وفي ختام حديثنا فقد بات واضحا الآن مدى ارتباط قضيتنا بعوامل عديدة منها الاجتماعية والثقافية والنفسية أيضا وليست مجرد مشكلة طب وإدارة عامة فحسب فلنحاول إذن ان نهتم بها كموضوع عام يعبر عنه الجميع ويعمل كل شخص مساهمة صغيرة لكن ذات تأثير كبير نحو تحقيق هدف واحد وهو مجتمع صحي دائم ومتجدد دائما بإذن الله تعالى .