• صاحب المنشور: أريج السعودي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يتميز بتسارع التكنولوجيا وتطورها المتواصل، أصبح دور الذكاء الاصطناعي (AI) واضحًا ومؤثرًا بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة. بينما يفتح الذكاء الاصطناعي آفاق جديدة للنمو الاقتصادي وتحسين الكفاءة وكشف رؤى حديثة، إلا أنه يأتي أيضًا مع تحديات بيئية جدية نحتاج إلى معالجتها بحكمة. هذا المقال يناقش العلاقة الدقيقة بين الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة، مع التركيز على أهمية تحقيق توازن حسّاس بين استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي ومسؤوليتنا تجاه الاستدامة البيئية.

التعقيدات البيئية لذكاء اصطناعي متنامٍ

التوسع السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يجلب العديد من الفوائد ولكن له كذلك تكاليف بيئية غير مباشرة. بدايةً، عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة تستهلك كميات هائلة من الطاقة والموارد الرقمية. حيث تقدر دراسات مستقلة مثل تلك التي أجرتها جامعة كارنيجي ميلون بأن التدريب الواسع لنماذج كبيرة المدى يمكن أن يتطلب طاقة كهربائية تشابه استخدام منزلي متوسط لمدة عام كامل! بالإضافة لذلك فإن إنتاج الأجهزة الإلكترونية المستخدمة لتشغيل هذه التقنيات أيضا يساهم بكثافة عالية بإنتاج ثاني أكسيد الكربون وبالتالي زيادة الاحتباس الحراري العالمي. إن مجرد تصنيع مكبرات الصوت المنزلية الذكية والأجهزة المحمولة وغيرها من الأدوات المعتمدة على نظم AI يفرض عبءا كبيرا على موارد كوكب الأرض.

الاكتشاف والتطبيق المسئولان

رغم ذلك يحمل الذكاء الاصطناعي بذاته حلولا محتملة للأزمات البيئية إذا تم توجيهه وإدارته بطريقة مسؤولة واستراتيجية. فمثلا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المناخ التاريخية والمتوقعة بدقة أكبر مما يسمح بالتخطيط الأمثل للمياه والإدارة الزراعية أكثر فعالية بما يعزز الأمن الغذائي ويقلل الهدر. وعند دمج الذكاء الاصطناعي بأفكار التقاط الكربون والتخزين الجوفى ستصبح العمليات أقل تكلفة وأكثر فاعلية عبر تقليل الاعتماد الضار على محطات توليد الكهرباء التقليدية. حتى أن الذكاء الاصطناعي قادر الآن على تعزيز إعادة التدوير والنفايات الصناعية وذلك من خلال التحليل الآلي لأنواع المواد المختلفة بهدف فرزها ومعالجتها قبل رميها بالحاويات العامة - وهو ما سيحدث بلا شك تأثيراً بالغا بتقليل حجم القمامة المنتجة وخفض نسبة الانبعاثات الناجمة عنها.

نحو مستقبل مستدام مدعم بالذكاء الاصطناعي

لحماية قدرتنا الطبيعية وضمان قابلية تطوير مجتمعاتنا البشرية علينا العمل المشترك بين القطاعات الحكومية والصناعة والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر لتطوير سياسات وقوانين تضمن استخدام ذكي للذكاء الاصطناعي يدفع عجلتنا نحو هدفنا بمستقبل خالي تماماً بنسبة صفر لانبعاث الغازات الدفيئة. يشمل الدعائم الأساسية لهذا المنظور الجديد دعم البحث العلمي الذي يسعى لإيجاد مواد بناء ذات تأثير بيئي سلبي ضئيل والذي يؤدي بدوره لتطوير