بعد الاستقصاء والنظر في سند هذا الحديث النبوي الشريف الذي يشجع المؤمنين على الدعاء برحمتهم للأمة الإسلامية بشكل عام، فقد تبين لنا أنه "حديث ضعيف"، بناءً على عدة اعتبارات مهمة.
الأمر الأكثر أهمية فيما يتعلق بصحة الحديث هو ضعف متصل به شخص يُدعى "عمرو بن محمد الأحنف". يُذكر بأنه أحد الراويين الذين كانوا معروفين بتورطهم في وضع الأحاديث وتلفيقها. وقد ورد ذكر اسمه بهذا السياق لدى العديد من علماء الحديث القدماء مثل الدارقطني وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهما ممن أكدوا سوء حاله وتلقينه للأحاديث الكاذبة.
وعلى الرغم مما سبق ذكره حول وجود راوي واحد فقط قد يؤثر بالسلب على مصداقية أي حديث، فإن هناك مسألة أخرى ذات شأن متعلقة بهذا النص وهي عدم معرفة الكثير بشأن شخصية أخرى مشاركة في السند هي "عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري". إن غياب المعلومات الوافية عنه يعيق قدرتنا على تقدير مدى ثبات وعدالة هذا الرواة وبالتالي درجة اعتمادنا له作為 مصدر للخبر.
ومن الجدير بالإشارة إليه كذلك أمر مستخلص منه التحقيق والتفحص لهذا الحديث؛ وهو قرار عدد كبير من فقهاء الحديث البارزين بما في ذلك الإمام أحمد والحافظ الذهبي والإمام مسلم حيث لم يستخدموه كدليل شرعي بسبب المشاكل المتعلقة برواته وسنده العام.
وفي النهاية يجب التأكيد مجددًا بأن الفقهاء المعاصرين اتفقوا أيضًا بحرص شديد عند التعليق على هذه المسألة التراثية تحديدًا. فالشيخ الألباني مثلاً قام بمناقشة الجانبين الواقعيين لهذه القضية مرتين مختلفتين تحت ظروف مختلفة ولكن نفس الخلاصة المنطقية كانت واحدة دائماً: "ضعيف للغاية" ثم "موضوع". ونظراً لكل تلك العوامل مجتمعة مع بعضها البعض نستطيع القول بثقة عالية نسبياً أنها ليست مجرد افتراض وإنما هي نتيجة منطقية مؤداها كون الحديث ليس إلا اختلاقاً ولا يمكن اعتباره جزء فعليا من تراث المسلمين المستند للسنة المطهرة.