- صاحب المنشور: تالة المجدوب
ملخص النقاش:
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي المتسارعة وتوسع نطاقها لتشمل مجالات متعددة مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والأمن القومي، ظهرت تساؤلات أخلاقية عميقة حول كيفية استخدام هذه التقنية الهائلة. فما هي الحدود التي يجب وضعها لضمان عدم استغلال تلك القدرات بطريقة تضر بالبشر؟ وكيف يمكن تحقيق توازن بين الابتكار والتأثير الأخلاقي لهذه العمليات المعقدة ذاتياً؟
إن جدلية "الأخلاق" فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، ولكن أهميتها تتزايد مع زيادة اعتماد المجتمع العالمي على حلول مدفوعة بالذكاء الاصطناعي. عندما يصبح الروبوت قادرًا على اتخاذ القرارات والاستجابة للبيئات بأشكال تشبه الإنسان تماماً، فإن ذلك يفتح الباب أمام مجموعة كبيرة ومتنوعة من المخاطر المحتملة إن لم يتم التعامل معه بحذر شديد وصياغة قواعد واضحة تحدد حدود عمل هذا النوع من الأنظمة.
ومن الناحية الفلسفية، تعتبر مفاهيم الحرية والإرادة الحرة والإنسانية جوهر نقاشات الذكاء الاصطناعي العميق المستمر منذ عقود طويلة. فعلى الرغم من أننا جميعاً نتفق بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من الاحتمالات الإيجابية، إلا أنه أيضًا محفوف بالمخاطر الكبيرة إذا لم يكن مصمم بشكل مسؤول ويراقب بعناية.
فعندما تكون الآلات قادرة على تعلم واتخاذ قراراتها الخاصة بناءً على الخوارزميات والقواعد البرمجية التي تم برمجتها بها سابقاً، فقد يؤدي ذلك إلى انحراف غير مقصود قد يكون له عواقب كارثية خاصة حينما يشمل الأمر حياة بشر حقيقية وأفعالهم وقرارتهم اليومية. لذلك، هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف دور الإنسان كمدافع رئيسي وضامن لاستخدام نظام ذكي يعمل وفق أعلى مستوى ممكن للعقلنة والحكمة البشرية الأصيلة والتي تستند إلى حكم الناس الأساسي والنظر الصائب للأمور.
في ضوء كل ما سبق، فإن موضوع المعايير الأخلاقية اللازمة لتحكم أدوات الذكاء الاصطناعي وما ينتج عنها يستوجب التركيز الشديد لما فيه خير واستقرار شامل للمجتمع البشري وللتقدم العلمي كذلك بدون المساس بمبادئ العدالة والمعروف الحميدة لدى الجميع بغض النظر عن الاختلافات الثقافية أو الدينية أو السياسية المختلفة؛ فهذه الجوانب تعد عاملاً أساسياً لحماية حقوق الأفراد والجماعات المضمونة بالفعل قانونيًا وعرفيًا عبر التاريخ البشري الطويل. وفي النهاية، تبقى مهمتنا كمبدعين ومستخدمين مستويات عالية من المسؤولية تجاه خلق بيئة صحية وآمنة للإنسان حيث يعيش ويتعامل بحرية داخل عالم مليء بالتكنولوجيا الحديثة بما فيها عمليات صنع القرار المدعومة بنظم ذكية اصطناعية بكل تفاصيل حياته اليومية بل وحتى غدومه الذي يأتي لاحقا بعد سنوات عديدة بإذن الله تعالى وفيه الخير والمصلحة العامة دوماً وابداً لكل مخلوقات خلقه عز وجل.