- صاحب المنشور: أفنان بن شماس
ملخص النقاش:تُعدّ قضية التوفيق بين متطلبات الحياة العملية والمسؤوليات الأسرية والتزامات الفرد ذاتها أحد أكبر المشكلات التي تواجه الأفراد في القرن الواحد والعشرين. مع تزايد اعتمادنا على الأدوات التقنية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، أصبح الافتراق الزماني المكاني أقل تأثيراً بسبب القدرة المتنامية للوصول إلى بيانات العمل خارج نطاق ساعات الدوام الرسمي. هذا التحوّل قد يحمل فوائد كبيرة للشركات فيما يتعلق بالمرونة والإنتاجية؛ ولكن له تكلفة شخصية مرتفعة يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للأفراد.
الآثار الاجتماعية والنفسية
أظهرت الدراسات الحديثة مدى تأثير البيئات الإلكترونية المستمرة على رفاهية الإنسان. أولئك الذين يعملون لساعات طويلة غالبًا ما يشعرون بالإرهاق والاستنزاف العقلي مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باكتئاب، القلق والأمراض الجسدية الأخرى. بالإضافة لذلك، فإن عدم وجود فصل واضح بين وقت العمل الشخصي يمكن أن يضع ضغوطا غير ضرورية على العلاقات الأسرية ويعيق قدرة المرء على الاسترخاء والراحة بعد يوم شاق.
حلول ممكنة
على الرغم من التعقيدات المرتبطة بتحديد حدود واضحة في بيئة رقمية دائمة الاتصال، إلا أنه يوجد عدة استراتيجيات فعالة لتحقيق نوع من التوازن الأمثل:
- تحديد ساعات عمل محددة ومراجعة الرسائل عبر الإنترنت خلال هذه الفترات فقط لتجنب الانشغال المستمر
- إنشاء روتين لفصل الوقت بين المنزل والمكتب باستخدام تقنيات مثل وضع الهاتف بعيدا عند الوصول لمنزل أو اتباع نظام "لا رسائل بعد الساعة الثامنة"
- تشجيع ثقافة العمل الصحية داخل المؤسسة حيث يتم تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة قصيرة أثناء اليوم وتقديم عطلات مدفوعة الأجر كجزء من حزم الامتيازات
في النهاية، رغم تحديات عصر رقمي بلا حدود زمنيه، يبقى تحقيق توازن صحي أمر ممكن ومتاح لكل فرد يرغب بممارسته. إنه ليس مجرد خيار شخصي بل واجبٌ لحماية صحته العامة وصيانة علاقاته اجتماعيّا.
