- صاحب المنشور: بلقيس بن قاسم
ملخص النقاش:
تُحدث الثورة الرقمية نقلة نوعية في مجالات متعددة، ولا يتعلق الأمر بالتعليم فحسب إنما هو جزء حيوي منه. يُعتبر الذكاء الاصطناعي واحداً من أكثر التقنيات تأثيراً التي يمكنها تحويل عملية التعلم وتقديم تجارب فريدة للطلبة والمعلمين على حد سواء. دعونا نستعرض بإيجاز بعض فرص الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بهذه الابتكارات الجديدة.
الفرص والميزات الفريدة للذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم:
- التخصيص والتحسين الشخصي: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب بناءً على أدائهم التحليلي للمادة الدراسية وتحليل بيانات التعلم الخاصة بهم لتوفير خطط دراسية شخصيّة تساعد كل طالب على تحقيق ذاته وإمكاناته الكاملة. وهذا أيضاً يقلل عبء العمل الأكاديمي الكبير الذي يحمله المعلم ويسمح له بتكريس المزيد من وقت التركيز والجودة مع طلابه الأفراد.
- الاختبارات الآلية والشهادات الرقمية: تمكن تقنية الذكاء الاصطناعي المطابقة بين المعلومات المقدمة أثناء الامتحانات والمعلومات الصحيحة داخل قاعدة البيانات الضخمة مما يعطي نتائج دقيقة وموثوق بها. كما أنه يخلق بيئة اختبار آمنة وخالية من الغش عبر الشبكة العنكبوتية العالمية باستخدام تكنولوجيا التعرف المبكر للغش وطرق أخرى مبتكرة لمراقبة الأنشطة المشبوهة أثناء الاختبارات الإلكترونية. وفي المستقبل ربما يتم استخدام شهادات رقمية معتمدة رقميًا لتسهيل عملية الاعتراف بأوراق اعتماد خريجي الجامعات وغيرها ممن لديهم خبرات مهنية واسعة الانتشار عالمياً.
- التعليم التفاعلي وإنشاء المحتوى المرئي: تشمل هذه الأدوات البرمجية المتقدمة المحاكاة ثلاثية الأبعاد والتي توفر عروضاً مرئية تفاعلية تدعم فهم المفاهيم العلمية المعقدة مثل العمليات الحيوية والكيميائية الأساسية. علاوة على ذلك فإن صناديق الدردشة الذاتية المدعومة برأس المال المعرفي الكبير تسمح باتصالات مستمرة ومتنوعة لمعالجة أي استفسار قد يحدث ذهنيا لأي مشارك ضمن دائرة التواصل الواسع لهذه الظاهرة الناشئة حديثا تحت مظلة شبكات الإنترنت العالمي الحالي ذات الاتصال العالي.
- الدروس الافتراضية وأجواء التدريس المُثلى: تعمل الروبوتات الاجتماعية المصغرة (bots) المساعدة حاليًا كمدرسين افتراضيين افتراضيين – حيث تقدم الشروحات الكتابية والصوتية والصوت والفيديو أيضًا– وذلك وفق نموذج مبني حول مشروع "إيرا" الشهير والذي يعد بحق أحد أهم التصاميم الرائدة اللافتة للعين نحو طريق تطوير منظومات تعلم مبتكرة تساهم بشكل حاسم بتحول ثقافة المجتمعات الحديثة اليوم نحوه لما سيؤدي إليه حتما غدا عندما تصبح تلك التجربة هي المعيار الجديد للحياة العملية لكل فرد فيها.
تحديات وآثار محتملة لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:
أ - مشكلة فقدان الوظائف البشرية بسبب الاعتماد الزائد عليها واستبدالها بأنظمة مدارة بواسطة الكمبيوتر بنسبة عالية جدًا مقارنة بالأيام الأولى حين كان يوجد مزيجا مثاليا بين الجانبين ولكنه الآن يسير بخطى ثابتة نحو انهاء دوره تمامآ مما يلقي بظلال قاتمة علي مصائر الكثير ممن يعملوا يد ايديهم وبجهدهم الخاص وبالتالي سوف تضطر الحكومات أخذ تدابير غير مسبوقة لحماية حقوق هؤلاء وقد يشمل ذلك تقديم دعم مباشر لهم أو إعادة تأهيل جديد يناسب احتياجات سوق عملٍ مختلف جذريًا عمّا عرفناه