حكم قضاء الصلاة في المذهبين الشافعي والمالكي: الفرق بين المرتد والكافر

في المذهب الشافعي، يعتبر المرتد الذي يرجع إلى الإسلام ملزماً بقضاء جميع الصلوات التي فاته أدائها أثناء فترة ردته. وهذا بناءً على حديث النبي محمد صلى ا

في المذهب الشافعي، يعتبر المرتد الذي يرجع إلى الإسلام ملزماً بقضاء جميع الصلوات التي فاته أدائها أثناء فترة ردته. وهذا بناءً على حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة فليصلها حين يذكرها". يشير العلماء إلى أن هذا الحديث يمكن تطبيقه على المرتدين لأن عبارة "ناسياً" تشمل أيضاً المتجاهلين للأداء الديني، مثل المرتدين الذين يتعمدون تفويت الصلوات خلال فترة عدم اعتناقهم للإسلام.

أما بالنسبة للمفسرين المالكيين، فهم لا يرون ضرورة لقضاء الصلوات من قبل الكفار الأصلين عند دخولهم الإسلام. وذلك استناداً إلى الآية القرآنية التي تقول: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"، حيث يفسر بعض الفقهاء هذه الآية بأن قبول المسلمين الجدد لا يشمل فرض إعادة صلوات الأيام الماضية.

ومن الجدير بالذكر، هناك اختلافات مهمة تميز بين مرتكب الكبيرة والمرتد في نظرة الأحكام الشرعية. أولاً، يتم التعامل مع المرتد بشكل أقسى بسبب اعترافه السابق بالتزامات الدين الإسلامي وعدم قبوله لعذر الانقطاع لفترة ردته كأساس لإعفائه مما مضى. ثانياً، الكافر الأصلي ليس ملتزمًا بنفس الطريقة التي يعيشها المسلم ويترك فيها عبادة خلال مرحلة الكفر الخاصة به. لذلك، لن يُطلب منه تعويض تلك الفترات بمجرد التحول لاحقاً نحو الإسلام وفقاً لهذه الرؤية القانونية الإسلامية التقليدية.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer