• صاحب المنشور: عبد الرزاق الرشيدي
  
  ملخص النقاش:
  تُشير "الفجوة الرقمية" إلى عدم المساواة بين الأفراد والمناطق فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والتواصل. هذه الظاهرة تؤثر بشدة على التعليم خاصة في الدول النامية حيث يفتقر العديد من الطلاب إلى الوصول المتساوي لموارد التعلم الإلكترونية الحديثة مثل الحواسيب المحمولة وأجهزة اللوح والأجهزة الذكية بالإضافة لشبكة الإنترنت عريضة النطاق ومواردها عبر الانترنت. يؤدي هذا التفاوت في الحصول على الأدوات التقنية والبرامج الداعمة للتعليم إلى خلق فجوة تعليمية تحتاج حلول مستدامة ومتكاملة للتغلب عليها.

**أبعاد الفجوة الرقمية في قطاع التعليم**

**1. البنية الأساسية والوصول إلى الشبكات:**

يعد توفر شبكة إنترنت عالية السرعة أحد أهم عوامل نجاح التعلم الرقمي. مع ذلك، فإن الكثير من المناطق الريفية والحضر الفقيرة حول العالم تفتقر لأسباب عدة منها ارتفاع تكلفة الاستثمار في البنية التحتيّة اللازمة لتوفير خدمات اتصالات جيدة وجودتها المنخفضة مقارنة بالمدن الكبرى مما يحرم سكان تلك المناطق من فرصة مواكبة ثورة الاتصال والتقدم العلمي الذي يحدث بسرعة كبيرة حالياً. كما يشكل ضعف جودة الخدمة وعدم توازن كفاءتها مشكلة رئيسية أخرى تحول دون تحقيق عدالة رقمية حقيقية تضمن حق الجميع بالحصول عليها بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاقتصادي.

**2. القدرات والمعرفة التكنولوجية:**

يساهم نقص المهارات والدعم التقني لدى المعلمين والطلاب أيضًا بشكل كبير في توسيع الفجوة الرقمية وتفاقم تأثيرها السلبي على العملية التعليمية. فعلى الرغم من جهود نشر ثقافة استخدام تقنيات جديدة داخل المدارس ولكن تبقى هناك حاجة ملحة لتدريب المزيد منهم بطرق مبتكرة لتمكينهم من تطبيق هذه الوسائل الجديدة بكفاءة أكبر واستخدامها كأداة مساعدة قوية أثناء إيصال المعلومة بدلاً من مجرد مجرد تكرار محتوى الكتاب الدراسي التقليدي بدون إضافة أي قيمة مضافة تستغل امكاناتها كاملة .

**3. توافر المواد والمصادر التعليمية المناسبة:**

رغم ظهور عدد متزايد من موارد الإنترنت المجانية التي تقدم شرحًا مفصلا وشرح فيديوهات وبودكاست وغيرها إلاّ أنها غالبًا غير موجودة بلغتهم الأم ولا تلبي احتياجات مجتمعات محددة قد تكون لديها اختلافات ثقافية واجتماعية وفكرية كبيرة وهذا يعني انه يجب اعادة تصميم مواد تدريسية مناسبة لكل بيئة اجتماعية بعينها حتى تتمكن جميع الاطراف من استفادتها والاستفادة القصوى منها لتحسين نتائج تعلم الطلبة وتحويل المشهد التربوي نحو افضل حالا واكثر انصافا وانصافاً.

**إستراتيجيات سد الفجوة الرقمية وضمان العدالة التعليمية:**

**1. ضخ استثمارات مدروسة:**

تشمل زيادة الإنفاق الحكومي لإصلاح وصيانة وصلات الإنترنت القائمة وتعزيز فرص بناء بنى تحتية جديدة مجهزة بأحدث وسائل تقنية واتصالات ذات طاقة عالية وقدرة تحمل واسعة النطاق بما