- صاحب المنشور: حبيب الله العياشي
ملخص النقاش:
في الوقت الذي تواصل فيه التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والإنترنت وإنترنت الأشياء تحويل شكل حياتنا اليومية بسرعة هائلة، تتزايد المخاوف بشأن تأثيرها على مجتمعاتنا. إن هذا التحول الرقمي قد جلب معه العديد من الفوائد، بما في ذلك زيادة الكفاءة والوصول إلى المعلومات وتعزيز التواصل. إلا أنه أيضًا يفتح الباب أمام مجموعة جديدة ومتنوعة من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية التي تستوجب النظر العميق والتدقيق الدقيق.
أحد هذه القضايا الرئيسية هو خطر البطالة بسبب الروبوتات والمعدات الآلية التي يمكنها أداء مهام كانت تُعتبر سابقًا ضمن نطاق الوظائف البشرية. تشير دراسة نشرت عام ٢٠١٧ بواسطة معهد كارنيجي ميلون إلى احتمال فقدان نحو ١٤ مليون وظيفة أمريكية بحلول العام ٢٠٢٦ نتيجة للتطور التكنولوجي السريع.[1] بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن التأثير السلبي للوقت الزائد المستقطع عبر شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول والذي قد يضر بالعلاقات الإنسانية وبقدرتنا على التركيز والاستثمار في الأنشطة الأخرى خارج دائرة الإنترنت.
ومن الناحية الأخلاقية، يتطلب المجال الرقمي مراعاة قيم المجتمع وثوابته عند تصميم المنتجات التكنولوجية وتطبيقها. فمثلاً، فإن الاستخدام غير الواعي لبرامج التعرف على الوجه دون موافقة قانونية وأخلاقية يعرض خصوصيتنا الشخصية لخطر كبير ويُحدث اختلالاً في التوازن بين الحرية والفردية والحفاظ على الأمن الاجتماعي. كذلك الأمر بالنسبة لاستغلال البيانات الشخصيّة وتحليلها بدون إذن صريح وهو أمر يؤدي غالبًا لتجارب تسويقية مصممة خصيصًا لكل فرد لكن تحت ستار انتهاكات حقوق الجمهور الخاصة بالحماية والدعم الحكوميين الأساسيين للحريات العامة ضد الدولة والقوى الخارجية المختلفة عنها تمام الاختلاف كما رأينا مؤخرًا بإحدى الحالات الشهيرة والتي كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية حينما فضحت شركة كامبريدج أناليتيكا استخدام بيانات لملايين المستخدمين لتحقيق مكسب سياسي لصالح حزب معين مما خلق حالة عدم ثقة تجاه الصناعة بأسرها([2]).
وفي ظل تلك البيئة المعقدة والمزدحمة بالأحداث الجديدة كل يوم يأتي دور التعليم والإعلام لنشر الثقافة الرقمية وإرشاد الأفراد ليصبحوا قادرين علماً وفهمًا لاتخاذ القرارات الحكيمة فيما يخص اختياراتهم الرقمية وذلك بتزويدهم بالمناهج الدراسية والبرامج التدريبية الملائمة لهم ولطبيعة الحياة الحديثة التي باتت تعتمد اعتمادًا مباشرًا على تقنية المعلومات والمعرفة المرتبطة بها ارتباطًا وثيقًا جدًا منذ عقود طويلة حتى الآن واستمرارا لما بعد سنوات قليلة مقبلة كون الاتجاه الحالي يدل دلالة واضحة وجلية علي ضروره تواجد كافة أفراد المجتمع داخل الجامعات والكليات والصروح العلميه المختلفه بهدف اعداد كوادر قادره وعلميه للمستقبل بمختلف جوانبة