حكم الدعاء على النفس أو أخذ النعم من الآخرين: بين اللغو والنية

الحمد لله، مثل هذه الأدعية التي يطلب فيها المرء من الله أن يأخذ من عمره أو صحته أو جماله ويعطيها لشخص آخر، يمكن أن تقع من الناس على حالتين. الحالة الأ

الحمد لله، مثل هذه الأدعية التي يطلب فيها المرء من الله أن يأخذ من عمره أو صحته أو جماله ويعطيها لشخص آخر، يمكن أن تقع من الناس على حالتين. الحالة الأولى هي عندما تكون هذه الأدعية مجرد كلام لغوي غير مقصود، أي لا يقصد المتكلم حقيقتها ولا يتعمد الدعاء على نفسه. في هذه الحالة، تعتبر من باب الكلام اللغو غير المتعمد، كما ورد في القرآن الكريم: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ" (البقرة: 225).

أما الحالة الثانية، فهي عندما يتعمد الشخص الدعاء بهذه الأدعية ويقصدها. في هذه الحالة، أبواب الدعاء مفتوحة بحمد الله تعالى، ويمكن للمرء أن يتدارك ما سبق من دعاء على نفسه بالدعاء بأن يطيل الله عمره في طاعته، وأن يحفظ عليه صحتة وجماله، وأن يرزق صاحبك مثل ما رزقك. فضل الله واسع، ولا يتجره العبد على شيء معين.

ومع ذلك، يجب على المرء أن يتوب من دعائه على نفسه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير" (رواه مسلم).

إذا كنت لا تريد أن يستجاب هذا الدعاء، يمكنك الدعاء بأن يطيل الله عمرك في طاعته ويحفظ عليك نعمتك. ولا حاجة لطلب من الشخص الآخر أن يدعو الله بأن تعود إليك هذه النعم التي كانت عندك قبل دعائك.

في النهاية، يجب أن نذكر أن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له مهما كانت الذنوب. فاستغفر الله تعالى وتب إليه ورجو رحمته.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer