• صاحب المنشور: تحسين بن زيدان
  
  ملخص النقاش:
  مع ظهور الثورة الرقمية وتطور الأدوات التكنولوجية المتنوعة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب المحمولة، شهد العالم تحولا كبيرا في عادات قراءة الناس. فقد أصبح بإمكان الأفراد الوصول إلى كم هائل من المعلومات والنصوص بمستويات غير مسبوقة من الراحة والسرعة؛ لكن هذا التحول لم يكن بدون آثار جانبية مهمة تؤثر بشكل مباشر وثانوي على الثقافة والقيم المرتبطة بقراءة الكتب التقليدية. وفيما يلي استعراض مفصل لهذه الآثار والتغيرات التي حدثت مع دخولنا عصر "القراءة رقميا".

زيادة سهولة الوصول وتعدد الخيارات:

أدت القدرات الجديدة للتكنولوجيا إلى جعل عملية البحث والاستمتاع بالقراءات أكثر قابلية للتنفيذ بالنسبة لجمهور واسع الفئات العمرية والثقافية. فعبر تطبيقات ومواقع الانترنت المختلفة، يمكن للمستخدمين العثور بسرعة وفورية على أنواع عديدة ومتنوعة من المحتوى الأدبي والعلمي والفني والمزيد حسب اهتمامهم الشخصى أو الموضوع الذي يبحث عنه المستخدم سواء كان ذلك داخل أو خارج نطاق تخصصاته المعتادة مما يشجع الجميع عموما على توسيع آفاق معرفتهم بطرق جديدة ومبتكرة عبر وسائل تقنية مختلفة كالكتب الإلكترونية والصوتية وملفات الفيديو التعليمية وغيرها الكثير! وهذا ليس مقتصرا فقط على المكتبات العملاقة بل أيضا تمتد لتشمل المعرفة المجانية المتاحة مجانا نتجت عنها ظاهرة كبيرة تسمى بتوزيع الكتاب المفتوح Open Access والتي تشجع العديد المؤلفين لنشر كتاباتهم العلمية بدون حواجز ماديه مقابل رسم الدخول الشهري لطالب علم بسيط .

التأثير السلبي المحتمل على العملية نفسها :

على الرغم مما سبقه ذكر حول فوائد توفر حجم أكبر بكثير لمحتوى للقارئ فهو قد يتسبب أيضًا بانخفاض نوعية التركيز الأساسي أثناء جلسات القراءة الحديثة حيث يتم استخدام الشاشات الرقمية لعرض نصوص متعددة بالإضافة لاستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي وإرسال رسائل البريد الإلكتروني خلال فترات الاسترخاء الخاصة بها - مما يؤدي غالبا لإحداث انقطاعات مستمرة وعوائق تعوق فعالية تجربة الاستمتاع بالحروف المطبوعة أمام ناظر العين مباشرة ؛فضلا عن وجود مخاطر صحية مرتبطة باستعمال هذه الأجهزة لساعات طويلة دون فاصل زمني مناسب للحفاظ علي سلامتك الصحية العامة وعلى عينيك تحديدا بسبب الضوء الأزرق المنبعث منه والذي يستخدم حتى الآن باعتباره أحد أهم عوامل المخاطرة الرئيسية المؤكدة سريريّا للإصابة بأمراض تناسلية متنوعة منها سرطان الجلد وفقا لدراسات أكاديمية حديثة نشرت مؤخراً سنة ٢٠٢٢ دعت جميع الجهات ذات الاختصاص لاتخاذ تدابير وقائية جدية ضد تلك الظاهرة المنتشرة حالياً بين شباب مجتمع اليوم بكل دول العالم الثالث والمتقدم ايضا بنسبه محتمله أقل نسبياً ولكنه موجود بالفعل لدي البعض منهم كذلك.

بالإضافة لما ذُكر أعلاه ، هناك جانب آخر لهذا الموضوع وهو متعلق بعلاقات اجتماعية خاصة تتعلق بالإرشاد الذاتي للفرد نحو اختيار أفضل لأفعاله بناءاً عل موضعيات معينة كتلك المساعدة المقدمة بواسطة خوارزميات مواقع الإنترنت واتجاهاتها المستقبلية المثيرة للشجون بشأن كيفية تأثيرات مطردة وباستمرار منذ بداية القرن الواحد والعشرين ولغاية يومناهذاحيث تعتمد أيضا معظم عمليات جمع بيانات شخصية واستخلاص معلومات دقيقة للغاية لفئات عمرية متفاوتة مستهدفة تسويق منتجات مختلفة لكل شخص بحسب ميوله وهواياته المعلنة سابقًا ام باستخدام اخرى مبنية أساسا على عمليات مراقبة سلوك يومي مستمر لهم ولممارسات حياتهم الاعتيادية. بالتالي فإن البيانات المُجمعَة تتم بعد ذلك معالجتها وتحليلها تحت مظلة برمجيات ذكاء اصطناعي مبتكرة بهدف خلق عالم افتراضي موازٍ للعالم الواقعي يعيش داخله الانسان حديثكم ويجد فيه نفسه ضائعا وسط بحر واسع من الاحداث المصطنعة التى ربما لم تكن موجودة من الاساس