- صاحب المنشور: فكري النجاري
ملخص النقاش:في عالم اليوم المتسارع، شهدت التقنية تحولات جذرية أثرت بشكل عميق على مختلف جوانب حياتنا. أحد أكثر هذه التأثيرات دراماتيكية هو تغير طبيعة سوق العمل والوظائف التي يطلبها المستقبل. هذا التحول ليس مجرد أمر عام يحدث حول العالم؛ فهو يؤثر مباشرة على سكان الشرق الأوسط والعالم العربي أيضًا. إن فحص وتقييم كيفية تأقلم المجتمع مع الثورة الصناعية الرابعة وكيف ستؤثر عليها سيكون موضوع نقاشنا الرئيسي.
تشهد تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، التعلم الآلي (Machine Learning)، الروبوتات، وإنترنت الأشياء (IoT) توسعًا سريعًا وغير مسبوق. وفقا لدراسة أجرتها شركة McKinsey Global Institute، يمكن لهذه التقنيات مضاعفة إنتاجية العمال الحاليين بحلول العام 2030 إذا تم استخدامها بطريقة فعالة ومتكاملة داخل الشركات والمجتمع ككل.
تأثير التكنولوجيا على وظائف محددة
- العمليات الإدارية: قد تتقلص الحاجة إلى موظفين لإدارة البيانات اليدوية والاستجابة للشكاوى البسيطة حيث تقوم خوارزميات AI بتلك المهام بسرعة ودقة أكبر بكثير مما يستطيع البشر القيام به.
- الصناعة المصرفية: أدى ظهور الخدمات المالية الرقمية وأتمتة العمليات الداخلية بواسطة البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى تخفيض عدد الموظفين اللازمين لتشغيل عمليات يومية مثل فتح الحسابات وإصدار القروض الأساسية.
فرص جديدة للعمل
بالإضافة إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية، خلقت الثورة الرقمية فرص عمل جديدة لم تكن موجودة قبل عقود قليلة فقط:
- مطورو برمجيات الذكاء الاصطناعي: يعتبر طلب هؤلاء المهنيين مرتفع للغاية نظرًا لزيادة اعتماد المؤسسات والشركات على حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والإنتاجية.
- أمن المعلومات الإلكتروني: يتزايد الطلب على متخصصي الأمن السيبراني لحماية الشبكات والبيانات ضد الهجمات الإلكترونية المتزايدة تعقيدا كلما زادت اتصاليتها بشبكة الإنترنت العالميّة.
التكيف والتكيف الاجتماعي للمجتمعات العربية
لتجنب الفجوة بين متعلمي المهارات التقنية ومتلكئهم عنها، ينصح باتخاذ خطوات استراتيجية نحو التعليم والتدريب المستمر للأجيال الجديدة ولذوي الخبرة بالفعل. بالإضافة لذلك، ينبغي تشجيع ريادة الأعمال والشركات الناشئة المحلية لاستغلال الفرصة وتحويل تحدي فقدان الوظائف التقليدية إلى فرصة للإبتكار وخلق فرص مستقبلية حديثة.
