- صاحب المنشور: تسنيم البنغلاديشي
ملخص النقاش:
تعاني منطقة الشرق الأوسط من تحديات بيئية متعددة نتيجة للتداعيات السلبية للحروب والنزاعات المستمرة. يعد هذا الوضع مصدر قلق كبير بالنظر إلى الطبيعة الهشة لأنظمةها الإيكولوجية ومواردها المائية الشحيحة بالفعل. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل التأثيرات الشاملة للحرب على البيئة في المنطقة، مع التركيز على كيفية تأثير الصراع المباشر وعدم الاستقرار السياسي على التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية والنظم الإيكولوجية.
تعتبر حروب الشرق الأوسط طويلة المدى وتحتدم منذ عقود؛ مما يجعل لها آثارًا كبيرة وطويلة الأمد على البيئة. تشمل بعض الدول المتضررة سوريا والعراق وليبيا وفلسطين، حيث أدت أعمال القتال المكثفة والاستخدام المفرط للمواد الكيميائية والبراميل المتفجرة وأسلحة الذخائر العنقودية وغيرها من الوسائل القوية إلى تدمير واسع النطاق للنظم الإيكولوجية والحياة البرية. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون الظروف الأمنية غير المؤكدة عائقًا أمام جهود إعادة تأهيل المناطق المتضررة بعد انتهاء الأعمال العدائية.
في العراق، مثلاً، أدى الصراع الطويل ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى دمار واسع لمصادر المياه الرئيسية مثل نهر دجلة والفرات بسبب بناء السدود والاستخدام غير المنضبط للترسبات المعدنية الثقيلة أثناء المعارك. كما تعرضت مواقع طبيعية مهمة للإهمال أو الدمار المقصود، مثل حديقة متنزه حمورابي الوطني التي كانت موطنًا لمجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة والتي تضررت بشدة جراء الاشتباكات العنيفة. وبالمثل، شهدت ليبيا خلال سنوات اضطرابها الأخيرة تدهورًا ملحوظًا لحالتها الصحية البيئية تحت ضغط الحرب والإهمال الحكومي العام.
وفي فلسطين المحتلة، أثرت العقبات المفروضة من جانب الاحتلال وما يتبعها من عمليات هدم للأراضي الزراعية الفلسطينية والاعتقالات التعسفية والتقييدات الاقتصادية كلها عوامل ساهمت بإضعاف قدرتها على إدارة ثرواتها البيئية وضمان استدامتها. علاوة على ذلك، تخلف آلاف الفلسطينيين عقب طردهم بالقوة من مواطن سكناهم الأصلية كثيرين منهم أفلتوا ولم يتمكنوا من نقل ماشيتهم وزروعهم معه، فتراخى مصير تلك الثروات الحيوانية والنباتية بين براثن التربة الأرض الخربة أم تصاعدَ دخانِ حرقهِ محترقاً مخلفة خلفه ندوب الجراح التي لن تمحي قضائيا بأمرٍ وقرار دولي مهما بلغ شأنَهُ بل تبقى شاهدا على عدوان وظلم امتهنت به إسرائيل حق الحياة والكرامة لكل شعب فلسطيني مسلم مسالم أحرق قلوبه بنيران الشوق لرؤية الوطن شامخا شامخة فوق أعالي نخيله وكل أرض تسوية .
بالإضافة إلى الآثار المباشرة للحروب نفسها، فإن عدم الاستقرار السياسي الذي يعقب الفترات المضطربة يؤدي أيضًا إلى تفاقم الضغوط البيئية. فعلى سبيل المثال، تعيش العديد من بلدان الشرق الأوسط حاليًا مرحلة انتقال سياسي وسياسي اقتصادي واجتماعي وعسكري مما ينذر بتفاقم المزيد من المشاكل البيئية كالنفايات الخطرة وانتشار الأمراض المعدية وتلوث الهواء وغيرها الكثير من المخاطر الأخرى إلا بمزيد من العمل المشترك والتنسيق الدولي