حصوات الكلى، المعروفة أيضًا بحصى الكلى، هي مشكلة صحية شائعة يمكن أن تؤدي إلى ألم حاد وأحياناً مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. هذه الحصيات قد تتكون داخل الكلية أو المسالك البولية نتيجة تراكم الأملاح المعدنية والمعادن الأخرى. لتجنب الإصابة ولتقديم العلاج المناسب، من الضروري فهم العوامل التي تساهم في تشكل الحصى وتعلم كيفية التعامل معها.
أحد الأسباب الرئيسية لحصى الكلى هو نقص استهلاك سوائل الجسم، خاصة الماء. عندما يقل كمية المياه المتاحة في جسم الإنسان عن المستوى اللازم، تبدأ الأملاح والمعادن بالتركيز أكثر مما ينبغي في البول. هذا يؤدي إلى زيادة فرص تكون الحصوات لأن التركيز الرفيع للمياه يساعد عادةً في "تخفيف" هذه المواد بدلاً من السماح لها بالتكتل. بالإضافة إلى ذلك، بعض الأمراض الوراثية كمتلازمة إندروتويلينورا (ETP) قد تتسبب أيضا في تكوين حصى الكلى بسبب اختلال توازن أملاح الكالسيوم والفوسفات في الجسم.
الحمية الغذائية تلعب دوراً هاماً أيضاً. النظام الغذائي المرتفع بالأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان قد يساهم في تكوين حصى أكسالات الكالسيوم. ولكن تجدر الإشارة هنا أنه رغم ارتباطهما، فإن تناول منتجات الألبان ليست السبب الوحيد للحصول على حصوات الكالسيوم؛ بل إن فقدان القدرة على امتصاص المغنيسيوم والبروتينات الزائدة يمكن أن يلعب دورًا أكبر بكثير.
بعد التشخيص الدقيق لحالة الشخص المصاب بحصاة الكلى، هناك عدة طرق متاحة للعلاج. بالنسبة للحصوات الصغيرة نسبياً والتي غالبًا ما تمر بطريقة طبيعية عبر الجهاز البولي أثناء التبول، فإن علاج بسيط باستخدام مسكنات الألم ومشروب الكثير من الماء يمكن أن يحقق النتيجة المرغوبة. أما الحصوات الأكبر حجما فقد تحتاج لإجراء عمليات طبية مختلفة اعتمادا على موقعها وحجمها. الجراحة الليزرية غير الجراحية (ESWL) تعتبر خيارا شائعاً حيث تقوم بإرسال موجات صادمة لتفريق الحصوة بدون تدخل مباشر. وفي حالات أخرى، قد يستخدم الطبيب قسطرة بولية لمنع انسداد الرقبة الكلوي أو ربما يقوم بنزع القطعة مباشرة خلال عملية جراحية مفتوحة تحت تخدير عام - وهي الطريقة الأكثر شيوعاً للتعامل مع الحالة منذ عقود طويلة.
بشكل عام، الوقاية دائما أفضل من العلاج فيما يتعلق بحصى الكلى. الحفاظ على رطوبة جيدة للجسم عن طريق شرب الماء بوفرة خاصة خلال فصل الصيف والحرارة المرتفعة يعد أساسياً. كذلك تقليل استهلاك الأطعمة المالحة والأطعمة عالية الصوديوم والأطعمة ذات مستوى عالٍ من حمض اليوريك مهم جداً في منع تكون الحصوات مستقبلاً. أخيرا وليس آخرا، زيارة الطبيب المنتظمة واستخدام اختبارات الدم الروتينية للتحقق من وجود علامات مبكرة للإصابة بالحصى يمكن أن يحسن احتمالات اكتشاف المشكلة علاجه قبل تفاقمه.