- صاحب المنشور: مسعدة بن عروس
ملخص النقاش:يعيش العالم اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة بأثرها على كافة جوانب الحياة، حيث أصبح المحتوى الرقمي المصدر الأول للأخبار والمعلومات. لكن هذا التحول لم يأت بلا تحديات؛ فقد أدى الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار الإلكترونية إلى تشويه الحقيقة وتضليل الجمهور بسبب المعلومات الخاطئة والأفكار البعيدة المنال والتي تستهدف جذب أكبر عدد ممكن من الزيارات والمشاركات دون النظر لمدى دقة تلك المعلومات أو تأثيرها السلبي المحتمل. لذلك، باتت هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف الدور الذي يتعين على المؤسسات الإعلامية القيام به في مجتمعنا الحالي.
في السابق، كانت الصحافة التقليدية تقوم بمهمتين رئيسيتين أساسيتين هما جمع الأخبار وتحليل الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة ثم تقديم تفسير موضوعي لها لقرائها. أما الآن وبسبب وجود الفضاء الافتراضي المفتوح أمام الجميع للتعبير عن آرائه، فإنه يجب على الجهات الناشئة حديثا مثل "الإعلام الجديد" مراجعة مقاييس مهنتها لتضمن مصداقيتها واحترافيتها وأخلاقيات المهنة التي طالما تميز بها زملاؤها القدامى الذين صنعوا الأسس الراسخة لهذا القطاع الحيوي.
أولويات الإصلاح
- تحسين جودة محتوى الأخبار عبر توظيف صحفيين مدربين معرفيا وفنيا وإعطاء الأولوية لجودة البحث والدقة بدل سرعة النشر.
- وضع سياسات واضحة للمراقبة الذاتية وضمان سلامة مصدر الأخبار قبل نشرها وشرح كيفية تحقق ذلك للجمهور.
- تعزيز الشفافية فيما يتعلق بالتمويل الخارجي والحفاظ على الاستقلالية بعيدا عن الضغوط التجارية أو السياسية.
بالإضافة لما سبق ذكره أعلاه، فإن تعليم مواطن المستقبل حول أهمية التقييم النقدي للنصوص المكتوبة أمرٌ ضروري أيضا. فعلى الرغم من كون شبكة الإنترنت تعتبر مكتبة عالمية متاحة للإطلاع عليها بحرية إلا أنه ينقص العديد ممن يستخدمونه القدر الكافي من العلم والمعرفة اللازمة لتحري صدقية المعلومة واستبعاد الفتنة بين أفراد نفس الوطن الواحد الواسع تحت مظلة واحد وهو الدين الإسلامي والعروبة القومية المشتركة.