العلاقة بين النوم والذاكرة: قوة الراحة والاسترخاء

النوم ليس مجرد فترة راحة يومية الجسم؛ بل هو عملية حيوية تؤثر بشكل مباشر وعميق على وظائف الدماغ المختلفة، بما فيها الذاكرة. الذاكرة هي القدرة على الاحت

النوم ليس مجرد فترة راحة يومية الجسم؛ بل هو عملية حيوية تؤثر بشكل مباشر وعميق على وظائف الدماغ المختلفة، بما فيها الذاكرة. الذاكرة هي القدرة على الاحتفاظ واسترجاع المعلومات والمعارف، وهي تتطلب نشاطاً مستمرّاً من خلايا الدماغ أثناء اليقظة وفي مرحلة النوم أيضاً.

تساهم مراحل مختلفة من دورة النوم، مثل حركة العين السريعة (REM) ومراحل النوم غير الحركي للعين (NREM)، في تعزيز القدرات المعرفية والفكرية للإنسان. خلال هذه المراحل، يقوم الدماغ بتنظيم وتدعيم المحفزات الجديدة التي تم التعامل معها أثناء النهار، مما يحسن من قدرة الشخص على استعادة تلك التجارب والتذكر المستقبلي لها.

في مرحلة REM، والتي تعتبر أكثر الأوقات أهمية للتعلم وتثبيت المهارات المكتسبة حديثاً، يحدث ارتفاع ملحوظ في نشاط الدماغ بينما تبقى عضلات الإنسان متوازنة نسبياً. هذا النشاط المتزايد يُعرف باسم "التدريب الإدراكي"، وهو ما يساعد في ترسيخ الذكريات طويلة المدى وحفظ المعرفة الجديدة.

أما بالنسبة لمراحل NREM، فتتميز بانخفاض طفيف في النشاط الكهربائي للدماغ ولكنها مهمّة جداً لتقوية الروابط العصبية وتعزيز الوظيفة التنفيذية للمخ. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت علمياً أن القصور الخطير في ساعات النوم يؤدي إلى ضعف كبير في وظائف المخ المرتبطة بالتحكم والإدارة المعرفية كحل المشكلات واتخاذ القرارات وصنع الخطط.

ومن هنا يمكن القول إن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد والحصول على جميع مراحل الدورة الطبيعية للنوم ضروري جدًا لعملية حفظ وتذكر المناسبات والأحداث والأفكار الجديدة بطرق فعالة وآمنة لكلا ذاكرتيك القصيرة وطويلة المدى. لذلك ينصح الخبراء بالحفاظ على روتين نوم ثابت وغرفة نوم هادئة ومريحة لتحقيق الاستفادة المثلى من وقت سبات جسمنا ودعم أدائنا العقلي اليومي.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات