استنشاق البخور في الصلاة والمصلى: رؤية شرعية واضحة

في الإسلام، يُعتبر استنشاق الدخان المنبعث من البخور أمراً محظوراً خلال فترة الصيام لمنع إفساده. ولكن عندما يتعلق الأمر بالصلاة، هناك بعض التوضيح حول ت

في الإسلام، يُعتبر استنشاق الدخان المنبعث من البخور أمراً محظوراً خلال فترة الصيام لمنع إفساده. ولكن عندما يتعلق الأمر بالصلاة، هناك بعض التوضيح حول تأثير واستخدام الروائح مثل البخور وطيب الجسم بشكل عام.

وفقاً للمجمع الفقهي السعودي، ليس هنالك مانع من استخدام الطيبات الشخصية كالعود أو الكولونيا في وقت الصيام طالما أنها لا يتم استنشاقها بشكل مباشر. أما بالنسبة لاستنشاق الدخان الخارج عن مجمرة البخور، فهو أمر مكروه لأنه قد يقارب النظام الغذائي للشخص وبالتالي يمكن اعتباره كنوع من الطعام حسب رأي البعض.

بالانتقال للاستخدام داخل الصلاة نفسها، يبدو أنه ليس هناك مشكلة في الشم العام لطيف الجسم أو حتى الرائحة الصادرة عن البخور، خاصة عند مراعاة السياقات التاريخية والتقاليد المتبعة منذ عهد الرسول الكريم محمد ﷺ. فعلى سبيل المثال، روى أبو داود عن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله ﷺ "دعاني فقال يا غلام! هَلُمَّ بِمُتَجَمِّرٍ". وهذا يعني أنه ربما يكون الاسترخاء والاستمتاع برائحة البخور ممكنًا أثناء أداء الصلاة ضمن حدود المعقول والمعمول به.

وفي الوقت الذي تخوف فيه بعض العلماء من تقليد عبادة النار لدى المشركين، لاحظ آخرون أن وجود مجمر تحت سيطرة المسلمين ويتضمن فقط جمرًّا بلا لهب لا يحمل نفس مخاطر التقليد الديني الضمني. لذلك، بالإمكان الاحتفاظ بالمجامر في مساجدنا لأغراض التبخير دون الخوف من اعتبار ذلك مشابهًا لممارسات وثنية.

باختصار، بينما يجب تجنب ابتلاع الدخان الناجم عن البخور أثناء الصيام لحماية صحته والصيانة المناسبة لعمره الرزقي، ليست هناك ضرورة لتجنب الرائحة العادية المحملة بطيب الجسم أو تلك المنبعثة من المجامر المستخدمة للتطهير في بيئة الصلاة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات