- صاحب المنشور: راضي البرغوثي
ملخص النقاش:في ظل الثورة التكنولوجية التي نعيشها اليوم، بدأ الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً متزايداً في تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي العالمي. هذا التحول الجذري قد يحمل فرصا كبيرة لكنه يطرح أيضا تحديات غير مسبوقة تتعلق بسوق العمل. حيث يمكن للتقنيات المتقدمة مثل التعلم الآلي والروبوتات تحسين الإنتاجية والكفاءة في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية؛ مما يعزز كلا من العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي إذا تم استخدامه بحكمة واستراتيجيا. ولكن إذا لم يتم توفير الدعم الكافي للموظفين لفهم هذه التقنية الجديدة والمشاركة الفعالة بها، فقد يتسبب ذلك في خروج البعض خارج دائرة السوق العمالية ويترك آخرين يعملون لساعات تطول مع معدلات أجور أقل بسبب العرض الزائد لقوى العمل المؤهلة.
من جانب آخر، تعتبر المهارات الوظيفية وإمكانات إعادة التدريب أمر حيوي حالياً أكثر من أي وقت مضى أمام كل جيل جديد يدخل قوة العمل. فهناك حاجة ملحة لتقديم تدريب مستمر ومتطور يستهدف تعزيز المعرفة بالمجالات عالية الطلب والحفاظ عليها حتى تستطيع الشركات والصناعة مواكبة الأحداث واتخاذ القرارت المناسبة حيال تحديثاتها المستقبلية المستمرة وبالتالي ضمان الاستدامة والثبات لحاضر تلك المؤسسات ومستقبلهما أيضاً.
بناء القدرات البشرية ينصب أيضًا ضمن قائمة الأولويات الرئيسية لكل دولة تسعى لتحقيق تقدم اقتصادي عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأتمتة الأنشطة المختلفة داخل حدودها الوطنية. فالتوعية بأهميتها وكيفية توظيفها بشكل فعال ستكون أحد أهم ركائز نجاح المجتمع الحديث الذي سيعتمد بقوة أكبر بكثير مقارنة بنظيره الحالي اعتمادًا كاملًا عليه عند النظر لأفق الأعوام القادمة.
كما تجدر بنا هنا مراقبة مدى تأثير السياسات الحكومية والقوانين المنظمة لهذه المجالات الحديثة والتي تعد مفتاح جذب المزيد من رؤوس الأموال الخاصة والاستثمار الاجنبي إليها فضلاً عما تقدمه بالفعل دافعا قويا نحو خلق بيئة أعمال مبتكرة وضامنة لكسب قدر كبير من الخبرة العملية الحيوية لدى نخبة الشباب الواعد بهم مجتمعنا العربي الإسلامي خاصة لديه القدرة والإمكانيات اللازمة لكي يقود نهضة علمية وثورية جديدة لوطننا الغالي مستندين بها جميعا إلى ثوابتنا الإسلامية المرغوب دائمآ تحقيق شروطها واسسها الراسخة بكل مجالات الحياة العامة والخاصة بإذن الله عز وجل.