إذا كنتِ تشكين بشأن صيام سنين بلوغك بين العاشرة والتاسعة، وهذه ليست أول مرة تقضيك فيها رمضان سابقاً، فعليك اتباع الخطوات التالية وفق التعاليم الإسلامية:
أولاً، إذا ثبت لديك من عاداتك الشخصية أو روايات والديك وغيرهم ممن شهدوك حينها، أنك اعتدت على الصوم خلال سنوات طفولتك المبكرة، فلست بحاجة إلى القلق حول هذه الشكوك. حيث يعتبر هذا الأمر جزءاً أساسياً من حياتك الدينية المعتادة، مما يؤكد افتراض صحتك السابق.
ثانياً، ومع ذلك، إذا لم تكن لديكي ذاكرة واضحة عن ممارساتك الروحية السابقة ولم تتمكني من الحصول على شهادة موثوق بها تؤكد صيامک في الماضي، فقد يكون هناك بعض الضبابية هنا. ولكن بشرى سارة! يمكن اعتبار شهادات الآخرين - مثل والديك أو أشقاءك الكبار الذين ربما شاهدوك أثناء فترة الصوم - أدلة على "ظن غالب"، والذي يُعامل بنفس أهميته كاليقين في العديد من جوانب القانون الإسلامي. عموماً، يشجع علماء الفقه الاعتماد على الأكبر رأيًا عندما تكون الحقائق محاطة بالغموض.
ثالثاً، وبشكل عام، إذا استمرت حالة عدم اليقين وعدم وجود أي دليل مقنع يدعم احتمال صيامك في تلك الفترة الزمنية الماضية، فسيكون من الواجب عليك القيام بإعادة أيام الصوم التي تخشي أنها قد مرت بدون صيامها بشكل صحيح. ذلك لأنه بناء الأحكام غالباً ما يقوم على الثقة بالأصول العامة وليس مجرد التخمينات.
وأخيراً، يجب التنبيه لأمر مهم وهو أنه حتى لو كنت تعاني من وساوس دينية مستمرة وتشعر بالإرهاق بسببها، فأنت مطمئنة تمامًا لأن الله سبحانه وتعالى وصف المؤمن بأنه حسن الخلق ويغفر له الذنب إن تاب عنه وعمل صالحاً (الحجرات:١١). لذا، اطمئني ولا تسمحي لهذه الأفكار بالتسلل لعقليتك وفكري دائماً في الطرق التي ترفع روحانيتك وقربك إليه عز وجل بدلاً منها.