- صاحب المنشور: شيماء السهيلي
ملخص النقاش:
تطور دور التعليم الذاتي في عصرنا الحالي يشهد زخمًا متزايداً. مع ازدياد تيسر الوصول إلى المعرفة عبر الإنترنت، أصبح بإمكان الأفراد تعلم مهارات جديدة وتوسيع معرفتهم بمعدل غير مسبوق ومستقل تماما عن القيود الزمانية والمكانية التقليدية المرتبطة بالتعليم التقليدي. هذا النوع من التعلم الذاتى له فوائد عدة؛ فهو يمكّن الفرد من التحكم الكامل بتسلسل منهج دراسته وبراعته حسب رغباته الشخصية واحتياجات سوق العمل المتغيرة باستمرار.
في جوهره، يتيح التعليم الذاتي للمتعلمين فرصة استكشاف مواضيع لم تكن ضمن المناهج الدراسية الرسمية سابقا والتي قد تكون ذات أهميه قصوى بالنسبة لهم ولأهداف حياتهم المستقبلية. بالإضافة لذلك، يمكن للفرد تطوير مهارة حل المشكلات والحفاظ على دوافع عالية حيث يتم تحديد الاهداف وتحقيقها بدون ضغط زمني خارجي أو رقابة مباشرة كما يحدث خلال الدروس الجماعية داخل الصّفوف الدراسية.
بالنظر لأثر هذه الطريقة الجديدة للدراسة، وجب التنويه بأن نجاحها يعتمد بشدة علي بناء أساس قوي للتوجيه والإرشاد الذاتي. وهذا يعني فهم احتياجات التعلم الخاصة بك وحدود القدرات الشخصية لتحديد المسار الأمثل لرحلتك الأكاديمية والموضوع الذي ترغب به كهدف. كذلك، يلعب استخدام الأدوات الرقمية مثل المنصات الإلكترونية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً لدعم العملية وضمان سهولة الوصول للمعلومات اللازمة.
لكنه ليس خاليا تماماً من التحديات المحتملة أيضًا. بعض هؤلاء الذين يرغبون بالإنتقال نحو التعليم الذاتي قد يعانون بسبب افتقاد المهارات الأساسية لإدارة الوقت والتفاؤل الذاتي، مما يؤدي إلي الشعور بالعزلة وعدم الثقة بالنفس أثناء رحلة التعلم طويلة الأمد تلك. ولكن بالتأكيد فإن الاستعداد والعزم هما المفتاحان لتحويل العقبات الي فرص وجعل تجربة التعلم مجزية وملتزمة بمعايير جودة تعليمية عالية. أخيرا وليس آخرا، بات واضحا الآن كيف أصبح التعليم الذاتي اليوم جزء حيوي وقيم من مجتمع المعرفة العالمي الحديث والذي ينمو ويتطور بسرعة مذهلة كل يوم.