- صاحب المنشور: إياد بن موسى
ملخص النقاش:لا شك أن الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم قد غيرت حياة البشر بطرق متعددة ومتنوعة. واحدة من أكثر جوانب الحياة تأثراً بهذه التحولات هي العلاقات الأسرية التقليدية. فقد أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية إلى تغيير طريقة تفاعل أفراد العائلة مع بعضهم البعض، وكيف يقضون وقت فراغهم، حتى الأسس التربوية داخل المنزل أصبحت بحاجة للتكيّف والتغير.
في السابق، اعتادت البيوت العربية خاصة على قضاء الوقت معاً حول مائدة الطعام أو أثناء مشاهدة برنامج تلفزيوني مشترك، ولكن الآن أصبح كل فرد غارقاً في هاتفه المحمول أو الكمبيوتر الشخصي الخاص به. هذا الانفصال الظاهري يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة لدى أفراد الأسرة رغم وجودهم تحت سقف واحد. بالإضافة لذلك، فإن استخدام الأطفال للإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية بكثافة كبيرة قد يعرضهم لمحتويات ضارة ومزعجة وغير مناسبة لعمرهم وقد تؤثر على صحتهم النفسية والسلوكية.
على الجانب الآخر، هناك فوائد محتملة أيضاً لهذا التحول الرقمي. حيث تسمح تكنولوجيا الاتصالات الحديثة للأشخاص الذين يعيشوا بعيدًا عن ذويهم بالتواصل الدائم والمباشر باستخدام خدمات الفيديو كالزووم وما شابه، مما يساهم بالحفاظ على روابط عائلية قوية حتى وإن كانوا يبعدون مسافات كبيرة جغرافياً.
وفي ظل هذه التحديات والفرص الجديدة، يتوجب علينا كأفراد وأسر إعادة النظر باستراتيجيتنا لاستخدام التكنولوجيا وضبط كيفية تواجدها في حياتنا اليومية. إن وضع حدود واضحة للاستخدام المشترك لهذه الأدوات والاستثمار بنشاطات مشتركة تقليدية بالإضافة للعصرية سيضمن لنا بيئة منزلية تتسم بالسعادة والترابط والإدراك المتبادل لأهمية كل جانب من جانبي العالم الجديد القديم.