- صاحب المنشور: أوس الحمامي
ملخص النقاش:
لقد فرضت الثورة الرقمية تحولات عميقة ومذهلة على جميع جوانب الحياة البشرية تقريباً. ولا شك بأن تأثيرها كان محسوساً بشكل خاص في مجال التعليم الذي يواجه اليوم تحدياتٍ جديدة ولم تعد معه أدواته وطرائقه التقليدية كافية لمجاراة سرعة وتنوع المتغيرات المتجددة باستمرار وإشباع حاجات جيل المستقبل. ولعلّ أكثر الأمور التي أثارت جدلًا واسعًا مؤخراً بين خبراء التربية والتعليم هي دور تكنولوجيات المعلومات والإتصال الحديثة وفوائد استخدامها داخل الصف الدراسي وما إذا كانت ستكون محل استبدال لمنهج التدريس التقليدي أم أنها ستكملونه وتعزز دوره؟ هل سيؤول الحال ليصبح المعلم مجرد «منفذ لبرمجة الكمبيوتر» كما يقول بعض المنتقدين لهذه الاتجاهات؟ وهنا تكمن الأسئلة المحورية للحوار التالي:
الفوائد المحتملة للتكنولوجيا في تعزيز تعلم الطلاب
1- توفير موارد تعليمية غنية ومتنوعة: توفر شبكة الإنترنت كم هائلا من البيانات والمعرفة حول مختلف المواضيع مما يسمح للطالب بتعميق فهمه واستكشاف مجالات اهتماماته الخاصة. يمكن للمدرس تقديم عروض تقديمية مصممة خصيصا لكل طالب بناء علي معدل ذكائه واحتياجته المعرفية باستخدام برامج متخصصة مثل سبارك فينو SparkNotes والتي تساعد أيضا طلاب المدارس الابتدائية في حل مسائل الرياضيات الصعبة بطرق ممتعة وجاذبة ذهنياً وعاطفيًا لهم.
2- تطوير مهارات القرن الواحد والعشرين: يتطلب سوق العمل الحالي مجموعة متنوعة من المهارات غير التقليدية التي تشجع عليها المنظمات الدولية العاملة في ميدان التربيه والتدريب وتسميتها بمهارات "القرن الواحد والعشرون". ويعد استخدام الانترنت لتطوير هذه القدرات أمر حيوي حيث أنه يساهم مباشرة فى تأهيل الخريجين لسوق الشغل العالمي ويتماشى بذلك مع رؤية مصر ٢٠٣٠ الرائدة نحو مجتمع معرفى قائم على العلوم والتكنولوجيا والمبتكر. ومن ضمن تلك المهارات نذكر هنا الإبداع والتفكير الناقد والحلول الإستراتيجيه فضلاً عن التواصل الجيد والقدرة علي التعامل الجماعي تحت ضغط الوقت الضيق وغير ذلك كثير مما يعد ضروري للغاية للحفاظ تنافسيا وكفاءه عالميا. وبناء عليه فإن الجمع بين تجربة الفصل التقليدية وتطبيق البرمجيات ذات الطبيعه الكمية يُعتبر طريقة فعالة لإعادة تعريف وتكييف الدروس وفق احتياجات كل فرد بالإضافة إلى تدريبهم بصورة مستمرة فيما يعرف بالتواصل الذكي عبر وسائل الإعلام الاجتماعية المختلفة. وفي المقابل فقد وردتنا عدة آراء نقدية بشأن المخاطر المرتبطة بحضور وسائل الاتصال الجديدة داخل ساحه التعلم الرسمية وذلك استنادا لدراسات مطولة قام بها باحثون متخصصون مثلا الدكتور جون بلاكويل John Blackwelll والذي اشار ببرنامج بحثه الموسوم بعنوان :"كيف يؤثر الفيس بوك Facebook علی تفکْر طلائع الأجيال الجديد” كيف يعطي الأولويات لأسباب خاطئة للعلاقات الإنسانية”. بل إن البعض وصل بهم الأمر حد القول إنها قد تتسبب بأعراض نفسیه مشابهة للأضطرابات المشابة للسلس النفساني بسبب طبيعة الاستخدام المكثفة لها خاصة لدى الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشة الهاتف المحمول أو اللابتوب أو أي جهاز آخر. إلا وأن الغاية الاساسيه لهذا الموضوع تتمثل اساسا بإيجاد توازن جديد يحقق العداله العلميه ويعالج الاختلافات الأكاديمية بينما تضمن سلامتهم البصريه والنفسيه ايضا . أما بالنسبة لحماية خصوصيات المستخدمین الصغيرة والأطفال ، فتظل قضيه اخرى تستحق النظر بنظرية مزدوجة تجمع بین ضمان حق المجتمع فی الوصول الى المعلومة الصحیحة بدون المساس بسر حقوق الآخرين الشخصية كذلك. أخيرا وليس أقل أهمية، انه رغم وجود قلق مشروع حول قدرتها التحويليه للإنسان الي روبوت ولكن هذا لن ينافي اهداف نظام تعليم شامل يستند علمائيا ر