- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً كبيراً نحو استخدام التقنيات الرقمية في مختلف جوانب الحياة اليومية، ومن ضمنها قطاع التعليم. وقد ألقى جائحة كورونا الضوء على أهمية تكييف الأنظمة التعليمية مع البيئات الافتراضية، خاصة في الدول العربية حيث بدأ انتشار التعليم الإلكتروني يكتسب زخماً متزايداً. إلا أن هذا التحول لم يكن خاليا من التحديات والمعوقات التي تتطلب دراسة معمقة لتجاوزها وتطوير آفاق جديدة لهذا القطاع الحيوي.
تعدّ أحد أكبر العقبات أمام تطوير التعليم الإلكتروني في العالم العربي هو البنية الأساسية للإنترنت وعدم توفر شبكة واسعة الانتشار في جميع المناطق المحلية. فبالإضافة إلى التأثير السلبي لهذه المشكلة على الجودة العامة للمحتوى التعليمي المتاح عبر الإنترنت، فإن عدم القدرة على الوصول الفعّال والمستقر يؤدي أيضا إلى عزوف الكثيرين عن الانخراط في التعلم الإلكتروني أو الاستفادة منه بكفاءة. الحل المقترح يتضمن تعزيز استثمارات الحكومة والقطاع الخاص لرفع مستوى خدمات الاتصال بالانترنت وضمان تغطيتها لكافة مناطق البلاد.
من جانب آخر، تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية دورا مهما في تقبل الأفراد حول المنطقة لاستخدام الوسائل الإلكترونية للدراسة والتعلّم. فقد أظهرت الدراسات الحديثة وجود مقاومة محتملة لدى بعض القطاعات تجاه الدمج الكامل للتكنولوجيا داخل العمليةinstructional؛ يرجع ذلك غالبًا لعادات قديمة تم ترسيحها خلال فترة طويلة منذ بداية ظهور نظام الخلاوي التقليدي والذي كان يتم فيه نقل المعرفة مباشرة بين الطلاب وأساتذتهم بدون الحاجة لأدوات رقمية مساعدة. لكن تبقى هذه الاعتبارات ذات طابع نسبي فالجيل الحالي والشباب عموماً أكثر ميلاً لإتقان المهارات المرتبطة بتلك الأدوات مما ينذر بإمكانية تغيير نموذج قبول واستيعاب مفاهيم التعلم الذاتي مستقبلاً.
وعلى الرغم من كل تلك العراقيل المحتملة، يستعرض هذا المقال مجالات مختلفة تمتلك الفرصة لتحقيق تقدم ملحوظ فيما يتعلق بتطور المنظومة الأكاديمية المؤسسية باستثمار القدرات الجديدة المطروحة بواسطة حلول البرمجيات المعتمدة حديثا والتي باتت جزء أساسيا منها الآن. ويتضح بصورة واضحة تأثير قوة البيانات الضخمة Big Data والحوسبة السحابية Cloud Computing عند دمجهما بطريقة فعالة ضمن خطط التعليم الخاصة بالمؤسسات العليا سواء أكانت عامة أم خاصة بغرض إنشاء بيئة تعلم مبتكرة تزود المستخدم النهائي بموارد مضمونتها عالية الجودة وبشكل مستدام ومصدر مفتوح Source Open المجاني أيضًا.
وفي الوقت ذاته، يبقى العنصر الإنساني عاملا حاسما للحفاظ على جودة الخدمات المقدمة وفق مواصفات عالمية عصرية. وهذا يعني ضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس وإكسابهم مؤهلات ومهارات جديدة تناسب طبيعة العمل الجديد الغني بالتفاعل الالكتروني بين كافة أفراد المجتمع العلمي الواسع بالإضافة إلي قدرته علي خلق فرص عمل غير تقليديه مثل وظيفة المدرب الالكتروني الذي يقوم بنشر الثقافه المعرفيه باستخدام وسائل اخراج جديده وفريدة خاصه به. وفي نهاية المطاف يمكن القول بأن تأكيد دور القطاع الحكومي لدعم سياسات تشجيع الصناعة الوطنية المتخصصة بمجال تكنولوجيات المعلومات سيفتح الباب امام تحقيق قفزات نوعية كبيرة تساهم بشكل مباشر بتغيير وجه المستقبل التعليمي وانطلاق نجم دولة العرب نحو العالمية بقوة وثقة مطلقة مبنية على اسس علميه رشيدة قائمة اساساتها اولويات تنموية شامله ومتكامله لكل فرد يعيش عليها ارضا وظيفه واجتماعا واقتصادا وتعليمأ ايض