- صاحب المنشور: غادة العلوي
ملخص النقاش:
في أعماق التاريخ الجيولوجي للأرض، كانت الديناصورات هي الأسياد الحقيقيين لسطحها. عاشوا وتطوروا وتكاثرُوا لعدّة قرون قبل الاندثار المفاجئ الذي شهدته نهاية العصر الطباشيري منذ نحو ٦٥ مليون سنة مضت وما يزال سبب انقطاع ظهورهم لغزا محيرا للعلم الحديث حتى اليوم حيث تسعى العديد من الفرضيات لشرح ظاهرة الانقراض الجماعي هذه والتي شهدتها الأرض خلال تلك الفترة الزمنية الضخمة برفقة أنواع أخرى متميزة مثل ذوات الفراء الأوليين بالإضافة إلى بعض اللافقاريات البحرية المتنوعة كالسرطانات مثلاً إلّا أنها سرعان ما اختفت جميعا بلا رجعة ولا سبيل للتكهن بشأن موعد أو شكل عودة أي منها مستقبلا حاليا فنحن ننظر إليهم كأنثروبولوجيا متحفية أكثر مما نتوقع وجود نسخ مشابه لها حية بيننا وقد أدى ذلك لإشعال فضول الفكر البشري حول احتمالية تواجد أشكال الحياة الأخرى خارج غلاف الكوكب الخاص بنا خاصة بعد تأكيد علماء الفلك مؤخراً لاحتمال وجود مياه سائلة تحت سطح القمر مما يساعد على تشكيل بيئة مناسبة لحياة أبسط وأكثر بساطة مقارنة بالدنيوية المعروفة والأمثلة العديدة التي ظهرت عبر المسلسلات العلمية الخيالية والتجارب المشابهة المنتشرة بكثرة لدى الشعوب القديمة تجعلها محل اهتمام واسع وسط الجمهور العام غير أنه لا يوجد دليل علمي قاطع يدعم نظرية اصطفاف ديناصوري قديم مع سفن فضائية آلية قادمة من مكان بعيد لكن يبقى الاحتمال قائما نظرياً رغم عدم توفر دلائل مادية مباشرة تدعم فرضيته وبالتالي فإن البحث المستمر أمر ضروري لفهمه بشكل أفضل ومعرفة المزيد عنه لو صح وجود مخططاته الخلفية أصلاً.
*
وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية التمييز الواضح بين الأفكار النظرية والحقيقة الواقعية المبنية أساساً على الحقائق المؤكدة والمراقبات الموثوق بها والتي تم جمع البيانات عنها بطرائق منهجية موضوعية خاضعة للمراجعة الأكاديمية الشاملة لذا ينصح دائمًا بتفحص مصادر المعلومات المنشورة جيداً قبل تصديق روايتها وانطلاقا مما سبق يمكن تلخيص الوضع الحالي بأنه ليس هنالك أي ادلة دامغة تؤكد حدوث مقابل مباشر بين عالم الأحياء القديم والعوالم الخارجية المختلفة لأسباب عدة تتعلق بالنطاق المكاني والفترة الزمنية لذلك الحدث المقترح إضافة لعوامل أخرى مرتبطة بنوعية العينات المحفوظة ومراحل حفظها تشريحياً وبيولوجياً وعلم الصخور أيضاً وفي ضوء ما تقدم تبقى قضية اجتماع هذين العالمين ضمن اطار تخيلي مفتوح للخيال الإنساني لاستغلاله كما يحلو له طالما ظل محصور داخل حدود الأدب والشعر والسرد القصصي إذ يتعين دائماً مراعاة الحدودبين الفن والإبداع الغير واقعي وبين العلوم الدقيقة القائمة على الرصد الموضوعي والدليل المضبوط والمعايير التجربية الصارمة ومن ثم التحقق من مدى مطابقة الأدلة المكتشفة لتلك القواعد الخاصة بالحقل المعرفي الخاص بكل مجال