لا يصح نسب فعل التسمية للملائكة، حيث لم يرد في الشرع أن الملائكة تسمي على أحد. الملائكة عباد مكرمون لهم من الأوصاف ما ذكرها الله في كتابه، مثل قول الله تعالى: "تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الشورى/5).
ومع ذلك، فإن قول "تسمي عليك ملائكة الرحمن" ليس على وجه الخبر عما فعلته الملائكة، بل هو دعاء بأن تسمي عليه الملائكة، حفظا له ودعاء له بحلول بركة اسم الله عليه. وهذا مقصد صالح، ظاهر، لا إشكال فيه إن شاء الله. والحاصل أن لا محذور في مثل هذه العبارة، ولا ما يوجب التشديد في أمرها، أو نهي المتكلم بها. والله أعلم.
في النهاية، من المهم أن نلاحظ أن الملائكة عباد مكرمون لهم صفات خاصة لا ينبغي وصفهم بما لا يليق، وأن التسمية بأسماء الملائكة قد اختلف أهل العلم في مشروعيته، ولكن الأفضل هو تجنب الألفاظ الموهمة والالتزام بالصيغة الشرعية للتسمية عند القيام بأي عمل مشروع.