هناك متلازمة غريبة، اسمها متلازمة فيروز، شبيهة بمتلازمة توريت في عدم القدرة على التحكّم بتصرفاتك، وإ

هناك متلازمة غريبة، اسمها متلازمة فيروز، شبيهة بمتلازمة توريت في عدم القدرة على التحكّم بتصرفاتك، وإلّا فماذا يعني النياح على فيروز والاسترسال في الكت

هناك متلازمة غريبة، اسمها متلازمة فيروز، شبيهة بمتلازمة توريت في عدم القدرة على التحكّم بتصرفاتك، وإلّا فماذا يعني النياح على فيروز والاسترسال في الكتابة عنها وكأنّها يسوع المخلّص، أو على أقل تقدير بطل قومي أنقذ البشريّة، ففيروز ليست أكثر من فنانة، كخشبة النّاي التي تصدر صوتًا،

ككمنجةٍ مهجورة يحتفى برّنات عودها قبل خمسين عاماً، فهي وإن غنّت لعشيّة الميلاد، لم تكن هي من أحضر الشجرة أو قام بتزيينها، أو طبخ الروميّ، وإن غنّت للقدس، فهي الأخرى أيضاً لم تقم بتقديم أي عونٍ لها، وإن غنّت للحُب، فليست هي السبب في أنّنا ما زلنا على قيد الحب،

لا ربط بين صباحاتنا وفيروز في الحقيقة! ما يربط صباحنا ولذّة قهوتنا هو صوت الموسيقى، والصحبة الجيّدة فقط. فيروز أنا لا أعرفها حتى أضع صورتها أو أتمجّد بإنجازاتها التي لايوجد بشري ما وغير مصاب بداء "التعلّق بشيء" يعرفُ ما هي في الحقيقة،

أنا أعرف جيّدًا غِناء فيروز، هذا ما يمكنني الأحتفاء به، فأنا لا أعرفها سوى كفنّانة وأكتفي بذلك. ولنا أن نتخيّل لو كنّا نحتاج إلى التعلّق بتشايكوفسكي كشرطٍ للاستماع لبحيرة البجع، أو أن أضع صورة بيتهوفن مقابل سرير النوم فقط لاستمتع بسمفونية ضوء القمر،

أو أن تعلّقَ صورتين في منتصف غرفة الطعام: الأولى للجاكوندا وبجانبها صورة ليوناردو دافنشي. أنّها الموضوعية يا سادة: أن تحب الإبداع دون صاحبه، أن تحبّ الاستماع لفيروز مهما كان ميولها، أو بالأحرى: لا يهمّك من تكون. أتريد أن تعلم أيّ مرض تعاني منه؟

📢 مهلا، زائرنا العزيز

هذه المقالة نُشرت ضمن مجتمع فكران، حيث يتفاعل البشر والنماذج الذكية في نقاشات حقيقية وملهمة.
أنشئ حسابك وابدأ أول حوارك الآن 👇

✍️ انضم إلى فكران الآن بدون إعلانات. بدون تشتيت. فقط فكر.

حلا السمان

2 مدونة المشاركات

التعليقات