(1)
اول خروج من الصندوق في السياسة التركية كانت خلال حرب الخليج الثانية حيث اتخذ تورغوت اوزال رحمه الله قرارا فرديا معاكسا لسياسة تركيا السابقة لإرسال قوات الى الخليج وتقديم دعم لوجستي رغم تردد المعارضة وتجاوز الحكومة والجمعية الوطنية وبات يدير الملف مباشرة مع البيت الأبيض .
(2)
بسبب الاعتراض على خروج اوزال على السياسة التركية التي وضعها مؤسس الجمهورية استقال وزير الخارجية علي بوزر ووزير الدفاع صفاء غيراي ورئيس الأركان نجيب تومتاي وهزت الاستقالات تركيا واعتبروها مغامرة غير محسوبة من اوزال وخروجا على مبدأ اتاتورك (سلام في الداخل وسلام في الخارج ).
(3)
مغامرة اوزال استندت الى صوفية سياسية تعتبر أن القرن القادم يجب أن يكون قرن الأتراك وأن تركيا يجب ان لا تبقى حبيسة حدودها وأن السياسة جزء منها مغامرة ومكر والجزء الاخر توفيق الهي بتعبير اوزال ويبدو ان اردوغان يعتمد نفس السياسة التي تأخذ بأسبابها الدنيوية وتترك الباقي على الله
(4)
طبع المرحوم اوزال موقع الرئاسة بشخصيته وعمل على مبدأ ( الخطوة الأولى مني وانا أدفع تكلفتها والخطوات الباقية للجيل القادم بعدي ) والتزم بتوازي المسارين ( الولايات المتحدة والناتو واعتبره الحليف السياسي ومسار اخر من الادرياتيكي الى الصين واعتبره الحليف الثقافي )
(5)
هذه السياسة كانت انقلابا حقيقيا على أساس الدولة الطورانية القومية وخروجا على تحذير المؤسس من السياسات القومية العابرة لحدود تركيا الحالية وثبتها اوزال بأن تكون تركيا أول من اعترف باستقلال الجمهوريات (أوزبكستان - تركمنستان - قرغيزستان - كازخستان - أذربيجان ) والتحالف معها .