في رحلتكم للحج المشرفة، واجهتُم ظروفًا قد جعلتكِ أنتِ وعائلتُك تسألون عن حكم من يُترك رمي الجمار خارج الأوقات المناسبة خلال أيام التشريق. وفقا للمذهب الحنبلي الذي تبنّاه معظم الفقهاء، وإذا تم التأكد من عدم خروج آذان صلاة المغرب قبل الانتهاء من رمي جميع الجوامر الثلاثة (العقبة والصغرى والكبرى) في اليوم الثالث من أيام التشريق، فهناك عقوبات محددة حسب عدد الجوامر التي تُرك رميهَا.
أولاً، بالنسبة لأيام التشريق نفسها، حيث يتم رمي الجمرات، فقد أكدت النصوص الشرعية أن أي تأخير في هذا النسك حتى بدء الليل يؤدي إلى وجوب الدم. وهذا يشمل كلتا حالتيك؛ سواء كانت الجمرة الوسطى هي الأخيرة أو حتى إن كنت قد انتهيت من الجميع. لهذا السبب، يلزم ذبح ذبيحة تطوعية وتوزيع لحمها على فقراء مدينة مكّة المكرمة لكلٍ من حضرتك ومن والدك أيضًا.
ثانياً، فيما يتعلق بحصاة واحدة أو اثنتين فقط من آخر جمرات اليوم الأخير، هناك خلاف بين العلماء بشأن ضرورة الذبح نتيجة لذلك. ومع ذلك، عندما يكون الرقم ثلاثة حصيات فأكثر، تستقر الشريعة الإسلامية على فرض الدم. وعند الجمع بين هذه الحالات المختلفة لتَرْك الجمرات، يمكن اعتبارها مجموعة واحدة لأن الرسوم تكون مترابطة ومشتركة.
وأخيراً وليس آخراً، تجدر الإشارة هنا إلى أهمية التوثيق الدقيق للأحداث والتفاصيل المرتبطة برحلة الحج الخاصة بكِ. إن توثيق الأزمان والمواقع وما حدث خلال تلك الفترة سيكون ذا قيمة كبيرة عند إعادة النظر في مثل هكذا حالات مستقبلاً.