تعتبر البكتيريا كائنات دقيقة حيوية تلعب أدواراً رئيسية في جميع النظم البيئية. إنها جزء أساسي من بنية سلاسل الغذاء الطبيعية، مساهمة بشكل كبير في دورة العناصر الغذائية والتوازن البيئي. بالإضافة إلى ذلك، تحمل بعض أنواع البكتيريا فوائد كبيرة للإنسان، مثل المساعدة في عملية الهضم وصناعة الأغذية والعقاقير الطبية. ومع ذلك، هناك أيضًا بعض الأنواع التي يمكن أن تكون ضارة بالصحة البشرية والنباتات والحيوانات.
في علم الأحياء المجهرية، تعتبر البكتيريا واحدة من أكثر مجموعات الكائنات الحية تنوعًا ووفرة. غالبًا ما تتكون خلاياها المفردة من جدار خلوي واحد فقط بدون نواة واضحة. هذه الخلايا قادرة على النمو والتكاثر بسرعة كبيرة تحت الظروف المناسبة، مما يساهم في أهميتها في النظام البيئي العالمي.
بالنسبة للبشر، تعد البكتيريا ذات أهمية خاصة بسبب وجودها الكبير داخل أجسامنا وخارجها. تحتوي الأمعاء مثلاً، على مليارات الخلايا البكتيرية المعروفة باسم "النباتات المعوية". تعمل هذه البكتيريا الودية عادةً على تحسين الصحة العامة عبر مساعدة الجسم في هضم الطعام واستخلاص الطاقة منه، فضلاً عن إنتاج الفيتامينات الضرورية مثل K2 وحمض الفوليك B12. وبالمثل، يتم استخدام العديد من البكتيريا الصديقة لتنقية المياه وتعزيز نمو النباتات وانتاج المواد الغذائية المختلفة خلال عمليات تخمير معينة.
من جهة أخرى، قد تؤدي بعض أنواع البكتيريا إلى أمراض خطيرة تشكل تهديدًا لصحتنا. هذه البكتيريا المرضية غالبًا ما تستخدم مركبات تسمى السموم لإحداث آثار صحية غير مرغوب فيها لدى المضيف البشري أو الحيواني. الأمثلة الشائعة لهذه الجراثيم الضارة تشمل تلك المرتبطة بالتسمم الغذائي والإسهال وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها الكثير. ولذلك فإن فهم خصائص وموائل مختلف أشكال البكتيريا أصبح ضروري للمحافظة على نظافة وغذاء آمنين وكذلك لتوفير علاجات فعالة للأمراض الناجمة عنها.
بشكل عام، تشكل دراسة وفهم مجموعة البكتيريا الكبيرة جانب مهم جداً لدعم الرعاية الصحية السليمة والحفاظ على توازن النظم البيئية الأرضية.