- صاحب المنشور: فتحي الدين الكتاني
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يشهد تطوراً هائلاً في تقنيات الاتصال والمعلومات، يواجه الشباب تحديات فريدة تتعلق بالتعامل مع العالم الرقمي. هذا التفاعل المستمر مع الوسائل الإلكترونية والتطبيقات المتنوعة قد يؤثر بصورة كبيرة على جوانب مختلفة من حياة الشاب، سواء أكانت اجتماعية أو تعليمية أم ثقافية. يتطلب الأمر الانتباه إلى ظاهرة "الوعي الرقمي"، وهي درجة فهم واستخدام التقنية بطريقة آمنة ومثمرة.
تظهر الأبحاث أن العديد من شباب اليوم يكبرون وهم محاطون بأجهزة متطورة للغاية منذ سن مبكرة. هذه البيئة تؤدي غالبًا إلى تطور مهارات رقمية عالية ولكنها قد تكون مصاحبة بعدم كفاية الفهم حول المخاطر المرتبطة باستخدام الإنترنت مثل الاحتيال، الهوية الافتراضية المضطربة، والسلوك العدواني عبر الانترنت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوقت الطويل أمام الشاشة يمكن أن يساهم أيضًا في انخفاض التواصل الشخصي والعزلة الاجتماعية.
من جهة أخرى، تُعتبر الأدوات الرقمية وسائل قيمة للوصول للمعلومات والمعرفة بسرعة فائقة وبكفاءة غير مسبوقة. يمكن للشباب استخدام الشبكات الاجتماعية كمصدر لمشاركة الأفكار والمشاركة الثقافية العالمية، كما أنها توفر فرص التعلم الذاتي وتنمية المهارات عبر الدورات التدريبية عبر الانترنت والبرامج التعليمية المختلفة.
عند النظر لهذا التأثير الثنائي لتكنولوجيا المعلومات على الشباب، تصبح ضرورة تثقيف المجتمع بكيفية الاستفادة المثلى منها أمرًا حاسمًا. وهذا يعني العمل المشترك بين الأسرة والمدرسة والحكومة لتنمية شعور المسؤلية واليقظة عند مستخدمي العالم الافتراضي. يوجد حاجة ملحة لبناء برامج تربوية تستهدف تدريب الشباب على كيفية التحقق من المصدرية والأمان أثناء التنقل عبر المواقع الإلكترونية، وكذا توضيح أهمية مراعاة الآداب الأخلاقية أثناء تبادل الرسائل والإرشاد نحو دور فعّال لإيجابي داخل مجتمع الأنترنيت.
باختصار شديد؛ إن الوعي الرقمي ليس مجرد قدرتك على تشغيل جهاز الكمبيوتر؛ إنه كيف تقوم بتوجيه تلك القدرة لتحقيق تقدم شخصي واجتماعي وإنساني شامل ضمن الحدود الأخلاقية والثقافية القائمة لدينا.
