خلال فترة حكم عثمان بن عفان -رضي الله عنه-, اتخذ قراراً هاماً بتجميع وتوحيد النصوص القرانية بناءً على طلب حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-. حيث لاحظ الأخير وجود خلافات متزايدة حول كيفية قراءة الآيات بين المسلمين المختلفين المناطق. لذا، وجه الدعوة لعثمان لاتخاذ إجراء لمنع المزيد من الانقسام داخل المجتمع الإسلامي.
وقد تشكل فريق عمل لهذا المشروع تحت إدارة عثمان بن عفان، تضمن زيد بن ثابت الأنصاري، عبد الله بن الزبير، سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. ثم اتبع الفريق مجموعة دقيقة من الخطوات لتنفيذ المهمة. أولاً، استلهم الفريق عملهم السابق من مصحف أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-. ثانياً، اختاروا المعتمدة الرسمية للقراءة بناءً على لهجة قريش نظرًا لأن القرآن قد نزَّل بلغتهم أصلاً. أخيراً، حرقت جميع النسخ الأخرى لتضمن عدم انتشار أي اختلافات في مستقبل القرآن الكريم.
هذه العملية لم تكن مدفوعة فقط بحاجة تحديد المعيار الفني للإعجاز اللغوي للقرآن؛ وإنما كانت أيضاً ضرورية للحفاظ على الوحدة والتوافق ضمن الأمة الإسلامية الناشئة آنذاك. وهذا القرار وجدت فيه أغلب الشخصيات الرئيسية مثل علي ابن أبي طالب ومصعب بن أبي وقاص رضا شديداً وتم قبول التنفيذ بدون اعتراض كبير.
وهكذا، بدعم ورؤية عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، أصبح لدينا اليوم نفس الكلمات التي تحدث عنها سيدنا جبريل للمصطفى صلى الله عليه وسلم منذ قرون مضت.