- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، ازدادت أهمية تحديد الحقيقة بين موجة المعلومات الوفيرة التي تصل إلينا يومياً. أحد المجالات الرائدة في هذا السياق هو الكشف الآلي عن الأكاذيب. حيث تستغل هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتقييم محتوى الوسائط المختلفة مثل النصوص والمقاطع الصوتية والفيديوهات بناء على معايير معينة تحددها خوارزمياتها الخاصة. لكن بينما تتجه هذه التقنية نحو المزيد من الدقة والفعالية، فإن ذلك يثير قضايا أخلاقية جوهرية تتعلق بحرية التعبير والحريات المدنية والخصوصية.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي العدالة في مجال الأخبار؟
يبدو الأمر مثيراً للمشاعر عندما نعلم أنه ربما يستطيع نظام ذكي تحليل بيانات مليارات الأشخاص عبر الإنترنت للتنبؤ بنوع المحتوى الذي ينتهك القواعد الأخلاقية أو القانونية. ولكن كيف يتم تعريف تلك المعايير نفسها؟ ومن الذي سيختارها وما هي مصالحهم؟ تشمل بعض المحاذير الرئيسية المرتبطة بهذا الموضوع:
- التمييز: رغم تطوير نماذج التعلم الآلي باستخدام كم هائل من البيانات التاريخية، إلا أنها قد تعكس التحيزات الاجتماعية الموجودة بالفعل ضمن مجموعتها التدريبية. وهذا يعني أنها قد تقضي بقمع أصوات الأقليات وتعميق الفجوات المجتمعية. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر استخدام الخوارزميات كأداة لرقابة الأفكار والمعتقدات السياسية غير المرغوب بها.
- الخصوصية: يتطلب تحقيق دقة عالية في الكشف عن الأكاذيب جمع وتحليل بيانات شخصية تفصيلية حول المستخدمين، مما يعرض خصوصيتهم لمخاطر كبيرة. حتى وإن تم تطبيق بروتوكولات حفظ سرية متقدمة، فإنه يكشف قدرًا كبيرًا من الثقة لدى الجمهور بشأن معرفة كيفية إدارة شركات التكنولوجيا لهذه البيانات الحساسة.
- حرية التعبير: يُنظر غالبًا إلى حرية التعبير كحق أساسي في العديد من الدول الديمقراطية ويجب حمايتها بأقصى درجات الاحترام مهما كانت جذور الرسائل المقدمة - صادق أم مزيف -. ومع ذلك، فإن التطبيق الواسع لنظم مراقبة دقيقة للأخبار يدمر بيئة مفتوحة للحوار الحر والساخن بعدوان بطريق الخطأ، خاصة داخل مجتمعات محددة ذات تاريخ طويل مع القمع السياسي والثقافي. لذلك يجب التشديد هنا على ضرورة مراعاة عوامل ثقافية واجتماعية مختلفة لفهم تأثير التكنولوجيا قبل اعتمادها واتخاذ القرار النهائي بشأن مدى قبولها اجتماعيا وقانونيًا.
- القدرة على التأثر والتلاعب بخوارزميات الذكاء الصناعي: إن القدرة على الوصول لأجزاء مهمّة من برمجيات النظام الأساسية تسمح باستهداف نقاط ضعف ضمن المنصة وبالتالي خلق مساحة لانعدام الثقة العام تجاه وسائل إيصال المعلومة الإلكترونية المستعملة حاليا والتي تعد أساسا لدولة افتراضيه عالميه قائمه بذاتها تتمثل بموقع التواصل الاجتماعي العملاقة مثل تويتر وفيسبوك وغيرهما الكثير ممن يؤثرون بلا حدود علي عقول الناس وأفكارهم ومواقفهم السياسيه وعادات حياتهم اليوميه بكافة جوانبها بدون استثناء.
وفي نهاية المطاف تبقى المسائلة الأولی هنا متعلقة بإعادة النظر بدوره المتنامي للتكنولوجيا الحديثة وكيف يمكن الجمع بين المنظورات الاخلاقیه والدلالات العلميه لرسم خط واضح امام الحلول المقترحة لضمان الاستخدام الأمثل لها وفقا للقيم الانسانيه المشتركه بين جميع البشر بغض النظر عن اختلاف ظروف وجودهم وظروف نشأة حضاراتهم وثقافاتهم المختلفه ومتنوعه الاعراق والجنسيات أيضًا . فهل ستكون تكنولوجيا الغد قادرة حقاً علي منح ثبات