- صاحب المنشور: عبد الجبار بن تاشفين
ملخص النقاش:مع تزايد دور الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، يبرز نقاش حاسم حول التأثيرات الأخلاقية المحتملة لهذا التطور التكنولوجي الكبير. ليس هناك شك بأن الذكاء الاصطناعي يحمل معه خصائص فريدة يمكنها تحسين الكفاءة والإنتاجية، مما يؤدي إلى خفض الوقت والجهد اللازم لإنجاز العديد من الأعمال الروتينية والمعقدة. ولكن هذا الانجاز التقني يأتي بتكلفة أخلاقية محتملة تتعلق باستبدال العمالة البشرية.
من ناحية، يعزز الذكاء الاصطناعي المساعي الإنسانية حيث يساعد البشر على التركيز أكثر على الإبداع والابتكار والتفكير العميق. فهو يتولى الأدوار المتكررة والميكانيكية التي قد تكون مملاً أو خطيرة للأفراد، وبالتالي يخلق فرصاً جديدة للمشاركة الفعّالة في المشاريع الأكثر تعقيدا وأهمية. لكن، يتوجب علينا أيضا النظر في الجوانب الأخرى؛ فقد تؤدي هذه الثورة الصناعية الجديدة إلى خسارة عدد كبير من الوظائف التقليدية، مما يشكل تحدياً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً.
فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فإن توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد يساهم في زيادة الربحية والدخل للشركات، خاصة في ظل انخفاض تكاليف اليد العاملة البشرية. بينما بالنسبة للعاملين الأفراد الذين تضررت وظائفهم بسبب الأتمتة، فإن ذلك سيحتاج إلى دعم واستراتيجيات تأهيليه وتدريبية لتحويل مهاراتهم ليتماشوا مع متطلبات سوق العمل الجديد.
بالنسبة للجوانب الأخلاقية، يناقش البعض القضايا الدينية والأخلاقية المرتبطة بفضل الخالق ومكانته فيما يتعلق بالأعمال التي يتم القيام بها بواسطة الروبوتات الذكية المدعومة بالتكنولوجيا الحديثة. وفي المقابل، يؤكد آخرون أنه رغم تقدم الآلات، إلا أنها ليست سوى أدوات تساعد الإنسان في تحقيق أهدافه وتحسن نوعية حياته.
إن النقطة المركزية هنا هي الحاجة الملحة لبناء آليات تشغيلية ولوائح قانونية واضحة لتوجيه تطوير وانتشار تقنيات الذكاء الصناعي بطريقة مسؤولة ومتوازنة، تحقق المصالح الاجتماعية والاقتصادية والاقتصادية المستدامة مع احترام حقوق وكرامة الأفراد.