يعتبر لون البول أحد المؤشرات المهمة للصحة العامة للجسم. عادة ما يكون للبول لونه الصفراء بسبب وجود مركب يعرف باسم اليوروبيلين، وهو منتج نفايات طبيعية لإزالة البيليروبين - أحد المنتجات الثانوية لتكسير الهيموجلوبين داخل الجسم. ومع ذلك، قد يصبح لون البول أكثر إشراقاً أو داكنة مما هو اعتيادي بناءً على العديد من العوامل الصحية.
إذا لاحظت تغييراً غير معتاد في لون بولك، فقد يشير هذا إلى مشكلة صحية تحتاج إلى التحقق منها. يمكن أن يحدث اصفرار شديد للبول نتيجة عدة حالات مثل الجفاف، بعض الأمراض مثل أمراض الكبد والكلى، ومشاكل الجهاز المناعي، بالإضافة إلى الاستخدام الزائد للأدوية التي تحتوي على سلفات النحاس والتي تستخدم غالبًا كمكونات غذائية مكملة.
في حالة الإصابة بالجفاف، يتم تصفية الدم بشكل أقل بكفاءة عبر الكليتين وبالتالي تبقى المواد الداكنة في البول لفترة طويلة قبل طردها خارج الجسم مما يؤدي إلى تحويل اللون إلى أصفر عميق أو حتى بني فاتح. أما بالنسبة لأمراض الكلى والكبد، فإن هذه الأعضاء تعمل معًا لاستخراج الفضلات من الدم وتكون جزءاً أساسياً في عملية التصفية الطبيعية للبول. عندما تتأثر وظائف هذه الأعضاء، قد يتغير تركيز وحجم البول ويتسبب في تغيير لونه أيضًا.
من جانب آخر، بعض الأدوية قد تؤثر على لون البول. على سبيل المثال، المضادات الحيوية ذات النواقل السلفونية مثل "سيفالوسبورينات"، وبعض أدوية علاج السرطان وغيرها من العقاقير الطبية الأخرى قد تصبغ البول بلون برتقالي أو أحمر عند خروجها منه بعد استخدامها.
ومن الجدير بالذكر أنه بينما لا يستلزم كل حالة من حالات اصفرار البول زيارة الطبيب مباشرة إلا أنها تستحق الانتباه خاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى كالصداع الشديد والإرهاق المستمر وآلام الظهر والحرارة المرتفعة وما شابه ذلك. بالتالي، ينصح باستشارة محترف صحي متخصص للحصول على تشخيص دقيق واتخاذ الخطوات العلاجية اللازمة إن اقتضى الأمر ذلك.
